البخاري وشيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن القيم وغيرهم.
ويرى آخرون أنه حي وسيموت في آخر الزمان.
قال ابن القيم : إن الأحاديث التي يذكر فيها أنه حي كلها كذب ، ولا يصح في ذلك حديث واحد. وهذه المسألة من المسائل التي فصل العلماء الحديث عنها. فارجع إلى أقوالهم فيها إن شئت (١).
ثم حكى ـ سبحانه ـ بعد ذلك ، ما دار بين موسى والخضر ـ عليهماالسلام ـ بعد أن التقيا فقال ـ تعالى ـ :
(قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (٦٦) قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٦٧) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً (٦٨) قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً (٦٩) قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً) (٧٠)
أى : قال موسى للخضر ـ عليهماالسلام ـ بعد أن التقيا «هل أتبعك» أى : هل تأذن لي في مصاحبتك واتباعك. بشرط أن تعلمني من العلم الذي علمك الله إياه : شيئا أسترشد به في حياتي ، وأصيب به الخير في ديني.
فأنت ترى أن موسى ـ عليهالسلام ـ قد راعى في مخاطبته للخضر أسمى ألوان الأدب اللائق بالأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ حيث خاطبه بصيغة الاستفهام الدالة على التلطف ، وحيث أنزل نفسه منه منزلة المتعلم من المعلم ، وحيث استأذنه في أن يكون تابعا له ، ليتعلم منه الرشد والخير.
قال بعض العلماء : في هذه الآية دليل على أن المتعلم تبع للعالم ، وإن تفاوتت المراتب ،
__________________
(١) راجع ابن كثير ج ٥ ص ١٧١. والآلوسى ج ١٥ ص ٣١٩ وأضواء البيان ج ٤ ص ١٥٧.