(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ).
نعم فإنّ جهل الكافرين ، هو السبب في عدم إستطاعتهم في الصّمود بوجه المؤمنين ، وفي مقابل ذلك فإنّ وعي المؤمنين هو السّبب في صمودهم ، بحيث يُعادل كلّ واحدٍ منهم عشرة أنفارٍ من جيش الكفّار.
١٠ ـ النّفاق والفرقة ينشآن من الجهل
أشار القرآن الكريم في الآية (١٤) من سورة الحشر إلى يهود (بني النضير) ، الذين عجزوا عن مُقاومة المسلمين ، لأنّهم كانوا مُختلفين ومُتفرقين ، رغم أنّ ظاهرهم يحكي الوحدة والإتفاق ، فقال :
(لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ).
وبناءً على ذلك فإنّ النّفاق والفرقة والتشتت ، وغيرها من الرذايل الأخلاقيّة ، الناشئة من جهلهم وعدم إطّلاعهم على حقائق الامور.
النتيجة :
تبيّن ممّا جاء في أجواء تلك العناوين العشرة السّابقة ، التي وردت في سياق بعض الآيات القرآنية ، علاقة الفضيلة بالعلم من جهة وعلاقة الرذيلة بالجهل ، من جهةٍ اخرى ، وقد ثبت لنا بالتجربة ومن خلال المشاهدة ، أنّ أشخاصاً كانوا منحرفين بسبب جهلهم ، وكانوا يرتكبون القبيح ويمارسون الرّذيلة في السّابق ، ولكنّهم إستقاموا بعد أن وقفوا على خطئهم ، وتنبّهوا إلى جهلهم ، وأقلعوا عن فعل القبائح والرذائل ، أو قلّلوها إلى أدنى حدٍّ.
والدّليل المنطقي لهذا الأمر واضح جدّاً ، وذلك لأنّ حركة الإنسان نحو التّحلي بالصّفات والكمالات الإلهيّة ، يحتاج إلى دافعٍ وقصدٍ ، وأفضل الدّوافع هو العلم بفوائد الأعمال الصّالحة ومضار القبائح ، وكذلك الإطّلاع والتعرّف على المبدأ والمعاد ، وسلوكيات الأنبياء والأولياء