ويهيّئ الأرضيّة المساعدة لذلك.
القسم الثاني : الصّعود بالمستوى العلمي بصورةٍ عامّةٍ ، فعند ما يطّلع الإنسان على المعارف الإلهيّة ، ومنها المبدأ والمعاد ، وأقوال الأنبياء والأولياء ، وما شابه ذلك ، فإنّ الإنسان سيجد في نفسه ميلاً نحو الفضائل ، ورغبةً في الإبتعاد عن الرّذائل.
وبعبارةٍ اخرى : إنّ تدنّي المستوى العلمي بالامور العقائدية ، كفيل بخلق محيطٍ مناسب لنمو الرذائل ، والعكس صحيحٌ فإنّ زيادة المعرفة تبعث في روح الإنسان الرّغبة والشّوق نحو ممارسة الفضيلة.
٥ ـ دور الثّقافة الإجتماعيّة في تربية الفضائل والرذائل :
الثّقافة عبارة عن مجموعةٍ من الامور ، التي تبني فكر وروح الإنسان ، وتمنحه الدّافع الأصلي للتحرك نحو المسائل المختلفة.
وعلى مستوى المِصداق ، تمثّل الثّقافة مجموعةً من العقائد ، والتاريخ والأدب والفن ، والآداب والرّسوم لمجتمعٍ ما.
وقد تكلمنا في السّابق عن بعض معطيات البيئة والمحيط والمعرفة ، ودورها في إيجاد الفضائل والرّذائل ، ونتطرّق الآن لباقي أقسام الثّقافة الإجتماعيّة ، ودورها في تحكيم وتقوية عناصر الخير ، ودعامات الفضائل في واقع النّفس ، أو تعميق عناصر الرّذيلة فيها.
وأحد هذه الامور ، العادات والتقاليد والسّنن لقومٍ من الأقوام ، فإذا إستوحت مقوّماتها من الفضائل ، فستكون مؤثّرة في خلق الأجواء المناسبة لتربية وتهذيب النّفوس ، وأمّا لو إسترفدت قوتها وحياتها من الرّذائل الأخلاقيّة ، فستكون البيئة مهيّئة لتقبل أنواع القبائح أيضاً.
وَوَرد في القرآن الكريم إشاراتٌ واضحةٌ في هذا المجال ، تبيّن كيفيّة إنحراف الأقوام السّابقة ، بسبب الثّقافة المنحرفة والتقاليد والأعراف المنحطة لديهم ، والّتي أدّت بهم إلى السّقوط في