ذريعة الدفاع عن حقوق المرأة ، فأيّة ثقافةٍ سوف تظهر للوجود؟ ، وأيّة رذائل ستنتشر في المجتمع؟ ، الرذائل التي لا تضرّ بالمسائل الأخلاقيّة للناس فحسب ، بل وستؤثر أيضاً على حياتهم الإجتماعيّة والإقتصاديّة ، من موقع إهتزاز المبادىء الإنسانيّة في منظومة القيم.
«الآية السابعة» : تستعرض علاقة الفضائل بثقافة المحيط والبيئة ، فما وردنا من أحاديث عن الرّسول الأكرم صلىاللهعليهوآله ، تبيّن مدى الرّقي الأخلاقي الذي حصل في المجتمع المظلم آنذاك ، نتيجة النّهضة الفكريّة والأخلاقيّة التي جاء بها الإسلام إلى ذلك المجتمع ، فيقول القرآن الكريم :
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ).
وعبارة : «فالذين معه» ، لا تحصر هذه المعيّة في زمانِ خاصٍّ ، ومكانٍ معيّنٍ ، بل تمتد إلى المعيّة في القيم الأخلاقيّة ، والأفكار الأنسانيّة ، فكلّ من يقبل تلك الثّقافة الإلهيّة المحمديّة يكون من مصاديق الآية.
علاقة الآداب والسّنن بالأخلاق في الرّوايات الإسلاميّة :
أعطى الإسلام أهميةً كبيرةً لهذه المسألة ، ألا وهي ، سنّ السنن الصّالحة ، والإبتعاد عن السنن السّيئة ، وللمسألة إنعكاساتٌ وأصداءٌ كبيرةٌ في الأحاديث الإسلامية ، ويستفاد من مجموع تلك الأحاديث ، أنّ الهدف هو سنّ العادات الصّالحة ، كي تتهيّأ الأرضية اللّازمة للتحلّي بالأخلاق الحميدة ، وإزالة الرذائل الأخلاقية من واقع النفس والسّلوك ، ومنها :
١ ـ ما ورد عن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله : «خَمْسٌ لا أَدَعُهُنَّ حَتّى المَماتِ الأَكْلُ عَلَى الحضِيضِ مَعَ العَبِيدِ ... ، وحَلْبُ العَنزِ بِيَدي وَلَبْسُ الصُّوفِ وَالتَّسلْيمُ عَلَى الصِّبيانِ ، لَتَكُونَ سُنَّةً مِنْ بَعدِي» (١).
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٣ ، ص ٦٦.