حقّ جدّه الكريم :
«كَانَتْ لِعَبدِ المُطَّلِبِ خَمساً مِنَ السُّنَنِ أَجراها اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الإِسلامِ : حِرَّمَ نَساءَ الآباءِ عَلَى الأبناءِ ، وَسَنَّ الدِّيَةَ فِي القَتْلَ مأَةٍ مِنَ الإبلَ ، وَكَانَ يَطُوفُ بِالبَيتِ سَبَعَةَ أَشواطٍ ، وَوَجَدَ كَنزاً فَأَخْرَجَ مِنْهُ الخُمسَ ، وَسَمّى زَمزَمَ حِينَ حَفَرَها سِقايَةَ الحاجِّ».
ويستخلص من مجموع ما تقدم أنّ الآداب والسّنن والعادات ، لها معطياتٌ مهمّةٌ ، على مستوى إيجاد الفضائل أو تكريس الرّذائل على حدّ سواء ، ولذلك أكّد عليها الإسلام تأكيداً شديداً وجعل الثّواب لمن يسنّ السّنن الصالحة ، والعقاب لمن يسنّ السّنن الرّذيلة ، وإعتبرها من الذنوب الكبيرة.
٦ ـ علاقة العمل بالأخلاق
صحيح أنّ أعمال الإنسان تتبع أخلاقه الظاهريّة والباطنيّة ، بحيث يمكن القول أنّ الإنسان يتأثر في سلوكه العملي ، بأخلاقه الباطنية الكامنة في عالم اللّاشعور ، ولكن من جهةٍ اخرى ، يمكن لأعمال الشّخص أن تؤُثر في أخلاقه ، من خلال صياغة المضمون للصّفات الأخلاقيّة في واقع الإنسان ومحتواه الباطني ، ومعناه أنّ عمليّة الممارسة المستمرة ، لعملٍ ما حسناً كان أو قبيحاً ، سيؤثر في نفسيّة الإنسان ، ويحوّل ذلك العمل إلى حالةٍ باطنيّةٍ ، وبالإستمرار يصبح من ملكات الإنسان الأخلاقيّة الحسنة ، أو القبيحة ، وبناءً عليه فإنّ من الطرق المؤثرة لتهذيب النّفوس ، هو تهذيب الأعمال في حركة الواقع الخارجي ، فمن مارس الأعمال القبيحة ، فسوف تتحول على أثر التّكرار إلى ملكةٍ سيّئةٍ في أعماق روحه ، وتكون السّبب في ظهور الرّذائل الأخلاقيّة في دائرة السّلوك والممارسة.
وبناءً على ذلك نرى التأكيد في الرّوايات على أنّ يستغفر الناس بسرعةٍ عند الخطأ ، ويغسلوا تلك الآثار بماء التوبة ، كي لا تخلّف آثارها السّلبية على القلب ، وتتحول إلى ملكاتٍ أخلاقيّةٍ قبيحةٍ.
وبعكسها نجد التأكيد على تكرار الأعمال الصّالحة ، بشكلٍ مستمرٍ كي تصبح عادةً عند