«الآية السادسة» : تتناول مسألة قبول التّوبة من قبل الله تعالى ، لمن تتوفر فيهم بعض الشّرائط :
١ ـ الّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ولا يعرفون عواقب الذّنوب على نحو الحقيقة.
٢ ـ الّذين تابوا بسرعةٍ من أعمالهم القبيحة ، فاولئك الّذين تشملهم الرّحمة الإلهيَّة ، ويقبل الله تعالى توبتهم ، فقال :
(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً).
والمراد من كلمة «الجهالة» ، التي وردت في الآيه ، ليس هو الجهل المطلق الذي يوجب العذر ؛ لأنّ العمل في حالات الجهل المطلق ، لا يعتبر من الذنب ، بل هو الجهل النّسبي الذي لا يعلم معه عواقب ومعطيات الذّنوب في حركة الواقع والحياة.
وأمّا جملة : (يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ) ، فقال البعض أنّها قبل الموت ، ولكن إطلاق كلمة «قريب» ، على فترة ما قبل الموت ، التي ربّما تستغرق (٥٠) سنة أو أكثر ، لا تكون مناسبة لهذا النوع من التّفسير ، وإستدل مؤيّدوا هذه النظريّة ، برواياتٍ لا تشير إلى هذا التفسير ، ولكنّها بيانٌ مستقلٌ ومنفصلٌ عنه.
وقال البعض الآخر ، إنّها الزّمان القريب لإرتكاب الذّنب ، حتى تمسح التوبة الآثار السّيئة للذنب في روح ونفس الإنسان ، وفي غير هذه الصّورة ، فستبقى الآثار في القلب ، وهو ما يناسب كلمة القريب عُرفاً ولغةً.
«الآية السابعة» : تناولت مسألة الزكاة ومعطياتها ، فجاء الأمر للرّسول الكريم : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً)».
ويتحدث القرآن الكريم عن الزّكاة ، وبيان معطياتها الأخلاقيّة والمعنويّة ، في خطّ التربية ، ويقول : (تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها)».
نعم ، فإنّ دفع الزكاة يحدّ من الرّكون إلى الدنيا وزخارفها ، ويقمع البخل في واقع النفس