بالأشعار التالية :
وأشار في تفسير : «الإثني عشري» ، في ذيل هذه الآية ، إلى علاقة نورانيّة القلب وصفائه ، والأعمال الصّالحة بأكل الحلال (١).
علاقة التّغذية بالأخلاق في الرّوايات الإسلاميّة :
هذه العلاقة لم ترد في الآيات القرآنية بصورةٍ واضحة ، ولا يوجد لها سوى إشاراتٌ خفيفةٌ ، ولكن هذا الأمر : «علاقة التّغذية بالأخلاق» ، له صدى واسع في الرّوايات ، ونورد منها :
١ ـ نقرأ في الرّوايات الواردة ، أنّ من شروط إستجابة الدّعاء هو الإمتناع عن أكل الحرام ، حيث جاء شخص إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقال له :
احِبُّ أنْ يُستَجاب دُعائِي ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : «طَهِّرْ مَأَكَلَكَ وَلا تَدْخُلْ بَطْنَكَ الحَرامَ» (٢).
وجاء في حديثٍ آخر عنه صلىاللهعليهوآله ، أنّه قال : «مَنْ أَحَبَّ أنْ يُستَجابَ دُعاءهُ فَليُطَيِّبْ مَطْعَمَهُ وَمَكْسَبَهُ» (٣).
ونقرأ في حديثٍ آخر عن الإمام الصادق عليهالسلام ، أنّه قال : «أَنَّ اللهَ لا يَسْتَجِيبُ دُعاءً بِظَهْرِ قَلبٍ قاسٍ» (٤).
ويستنتج من ذلك ، أنّ الأكل الحرام يُقسّي القلب ، ولأجله لا يستجاب دعاء آكلي الحرام ، وتتوضح العلاقة الوثيقة بين خبث الباطن وأكل الحرام ، في ما ورد عن الإمام الحسين عليهالسلام ، في حديثه المعروف في يوم عاشوراء ، ذلك الحديث المليء بالمعاني البليغة ، أمام اولئك القوم
__________________
١ ـ تفسير الإثني عشري ، ج ٩ ، ص ١٤٥.
٢ ـ بحار الأنوار ، ج ٩٠ ، ص ٣٧٣.
٣ ـ المصدر السابق ، ص ٣٧٢.
٤ ـ المصدر السابق ، ص ٣٠٥.