وقال : «مَنْ أَحَبَّهُ اللهُ لَمْ يُعَذِّبْهُ».
ثمّ يُعرّج على الآية : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ* رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ* وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)(١)» (٢).
إلى هنا نصل إلى خاتمة بحثنا ، في الخطوة الاولى لتهذيب الأخلاق ، وهي التّوبة ، وتوجد مطالب اخرى في هذا المجال ، يمكن الإستفادة منها في بحوثٍ مُستقلةٍ.
نعم ، فإنّه ما لم ينجلِ عن القلب والروح صدأ الذُنوب ، ويتحرك الإنسان لتطهير النّفس من مخلفات المعصية بماء التّوبة ، فلن يشرق القلب بنور ربّه ، ولن يتمكن هذا الإنسان من السّير على خطّ الإيمان ، والسّلوك إلى الله تعالى والفوز بجواره ، ولن يذوقَ طعم التجلّيات العرفانيّة ، في حركة الحياة المعنويّة.
هذا هو أوّل محطٍّ للرحال ، وأهمّها ، ولا يمكن تخطّيه إلّا بعزمٍ صادقٍ وإرادةٍ راسخةٍ ، يدعمها لطفٌ إلهي وتوفيقٌ ربّاني ، ولا يُلقّيها إلّا ذو حظٍّ عظيمٍ.
الخطوة الثّانية : المشارطة
تكلمنا سابقاً بصورةٍ مقتضبةٍ ، عن بعض برامج وخُطى السّير والسّلوك ، المشتركة بين كبار العلماء والسّائرين على ذلك الدّرب ، ويصل البحث بنا عن التّوبة ، إلى واقع التفصيل لتلك المباحث ، مدعوم بالآيات والرّوايات الشّريفة :
__________________
١ ـ سورة غافر ، الآية ٧ الى ٩.
٢ ـ اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٤٣٢.