المرعشي ، (المتوفى في سنة ١٣٤٤ للهجرة) ، ومحاسبة النّفس للسيّد علي المرعشي ، المتوفى في سنة (١٠٨٠ للهجرة (١)).
ويجدر هنا الإشارة إلى عدّة ملاحظات :
١ ـ كيفيّة محاسبة النّفس وإستنطاقها
وأفضل طريقٍ لذلك ، ما ورد عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، نقلاً عن الرّسول الأكرم صلىاللهعليهوآله ، فقال : «أَكْيَسَ الكيَسِينَ مَنْ حاسَبَ نَفْسَهُ ...» فَقَالَوا : يا أَميرِ المُؤمِنِينَ وَكَيفَ يُحاسَبُ الرَّجُلُ نَفْسَهُ؟.
قال : إذا أَصْبَحَ ثُمَّ أَمسى رَجَعَ إِلى نَفْسِهِ وَقَالَ : يا نَفسُ إِنَّ هذا يَومٌ مضى عَلَيكِ لا يَعُودُ إِلَيكِ أَبَداً ، وَاللهُ سائِلُكِ عَنْهُ فَيما أَفْنَيتَهُ ، فَما الَّذِي عَمِلْتَ فِيهِ؟ أذَكَرْتَ اللهَ أَمْ حَمَدْتَه؟ أقَضَيتِ حَقَّ أَخٍ مُؤمِنٍ؟ أَنْفَّسْتَ عَنْهُ كُربَتَهُ؟ أحَفِظتِيهِ بِظَهرِ الغَيبِ فِي أَهْلِهِ وَوَلَدِه؟ أحَفِظتِيهِ بَعْدَ المَوتِ فِي مُخلِّفِيهِ؟ أَكَفَفتِ عَنْهُ غَيبَةِ أَخٍ مُؤمِنْ بِفَضْلِ جاهَك؟ أَأعَنْتَ مُسلِماً؟ ما الَّذِي صَنَعْتِ فِيهِ؟ فَيَذكُرَ ما كانَ مِنْهُ ، فإنْ ذَكَرَ أَنّهُ جَرى مِنهُ خَيرَ حَمَدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَهُ عَلى تَوفِيقِهِ ، وإِنْ ذَكرَ مَعْصِيةً أَو تَقْصِيراً اسْتَغْفَرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَعَزَمَ عَلى تَرْكِ مَعاوَدَتَهُ وَمحا ذَلِكَ عَنْ نَفْسِهِ بِتَجْدِيدٍ الصّلاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيّبِينَ وَعَرَضَ بَيعَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِى نَفْسِهِ وَقَبُولِها ، وإِعادَة لَعَنَ شانِئِيهِ وَأَعدَائِهِ ، وَدَافِعِيه عَنْ حُقُوقِهِ ، فَإِذا فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : لَستُ اناقِشُكَ فِي شيءٍ مِنْ الذُّنُوبِ مَعَ مُوالاتِكَ أَولِيائِي وَمُعادَاتِك أَعدَائِي» (٢).
نعم فإنّها أفضل طريقةٍ لمحاسبة النّفس ، وإلجامها عن الّتمادي في خطّ العصيان والّتمرد.
٢ ـ ما هي معطيات محاسبة النّفس؟
الإجابة على هذا السؤال ، ظهرت جليةً في طيّات بُحوثنا السّابقة ، والحَريّ بنا هنا
__________________
١ ـ الذّريعة ، ج ٢.
٢ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٠ ، ص ٦٩ و ٧٠.