الإنسان ، لا تقاس بشيءٍ ، وهو أمرٌ يكفي لإخلاص النيّة.
ويعتقد البعض ، أنّ إحدى طرق المعالجة ، هي السّعي إلى إخفاء العبادات والحسنات ، ولا يُمارسها في العلن ، ليتخلّص تدريجيّاً من هذه العقدة المستعصيّة في الذّات المرائيّة.
ولكن هذا لا يعني ، عدم الحضور في صلاة الجَماعة والجُمعة والحج ، لأنّها تعدّ أيضاً خسارةً كُبرى لا تُعوّض.
هل النّشاط في العبادة يُنافي الإخلاص؟
يُراود هذا السّؤال أذهان الكثيرين ، وهو أنّهم يشعرون بنشاطٍ روحي ، بعد الإتيان بالعبادة بالمستوى المطلوب ، فهل أنّ هذا الشّعور بالنّشاط ، يتقاطع مع الإخلاص ، أو أنّه علامةٌ على الرياء؟.
والجواب : أنّ النّشاط إذا إستمدّ اصوله ، من التّوفيق الإلهي والنّور المعنوي المستقى من العبادة ، ومعطياتها على روح الإنسان ، فلا تَثريب ولا ضير ، ولا يُنافي الإخلاص في النيّة ، أمّا لو كان النّشاط ينشأ من مشاهدة الناس له ، فإنّه يُنافي الإخلاص ، رغم أنّه لا يكون سبَباً في بُطلان الأعمال ، شريطةَ أن لا يتغيّر مقدار وكيفيّة العمل بسبب مشاهدة الناس له.
وَوَرد هذا المعنى في الرّوايات الإسلاميّة :
منها ما وَرد عن أحد أصحاب الإمام الباقر عليهالسلام ، أنّه قال : سألتُ الإمام عليهالسلام ، عن الرّجل يعمل الشّيء من الخير ، فيراه إنسانٌ فيسّره ذلك.
قال عليهالسلام : «لا بَأْسَ ، ما مِنْ أَحَدٍ إِلا وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَظْهَرَ لَهُ في النّاسِ الخَيرُ ، إذا لَمْ يَكُنْ صَنَعَ ذَلِكَ لذَلِكَ» (١).
وفي حديثٍ آخر عن أبي ذر رحمهالله ، ـ عند ما سأل الرّسول الأكرم صلىاللهعليهوآله ـ ، قال : قلت يا رسول
__________________
١ ـ وسائل الشيعة ، ج ١ ، ص ٥٥.