الله : الرّجل يعملُ العمل لنفسه ويحبّه الناس.
قال صلىاللهعليهوآله : «تِلكَ عاجِلُ بُشرى المُؤمِنِ» (١).
ما الفرق بين الرّياء والسّمعة :
هذا سؤال يفرض نفسه أيضاً ، فهل يوجد فرق بين الرّياء والسّمعة؟ ، وهل أنّهما يتنافيان مع إخلاص النيّة ، ويوجبان بطلان العمل؟.
الجواب : الرّياء : هو فعل الخير أمام مرآى ومسمع من النّاس ، لكسب الوجاهة لديهم ، وليشار إليه بالبنان من موقع المدح والثّناء.
وأمّا السّمعة ، فهي أداء أفعال الخير بعيداً عن أنظار النّاس ، ولكن لِيُفهمَهم لاحقاً أنّه هو الذي فعل هذه الامور ، ليكتسب بذلك وجاهةً لديهم ، والحقيقة أن الدّافع لِكِلا الإثنين غير إلهي ، فالأوّل يؤدّي عمل الخير أمام مرآى الناس ، والثّاني بصورةٍ غير مُباشرةٍ وعن طريق السّماع ، ولا فرق بينهما في دائرة فساد النيّة ، وبطلان العمل وفقدان قصد القربة.
ولكن إذا فسّرنا السمعة بأنّها أداء الفعل بقصد القُربّة ، ولكن إذا علم النّاس في الآجل ومدحوه وأثنوا عليه ، فإنّه يفرح بذلك ، فلا شكَّ بأنّ هذه الحالة لا توجب بُطلان العمل.
ويمكن أن يتحرك الإنسان في سلوكيّاته وأعماله ، بقصد القُربة المطلقة ، ولكنّه يرويها للناس بعد ذلك ليحتل مكانةً بينهم ، «وهذا العمل يُسمى بالرّياء اللّاحق» ، فهذا السّلوك أيضاً لا يُبطل العمل ، لكنّه يُقِّلل من قيمته إلى أدنى حدّ ، وخصوصاً من النّاحية الأخلاقيّة.
وقد تحدّث بعض من كبار الفُقهاء ، عن كيفيّة نفوذ وتوغّل الرّياء في أعمال الإنسان ، وقالوا أنّها على عَشرِ صُوَرٍ :
الصّورة الاولى : أن يكون قصده من الفعل : مشاهدة النّاس له ، ولا شكّ ببطلانها.
__________________
١ ـ وسائل الشيعة ، ج ١ ، ص ٥٥.