وهناك رواياتٌ كثيرةٌ في هذا المجال ، لم نذكرها هنا ، خوفاً من الإطالة والخروج عن مِحَور البحث.
إزالة وَهم :
إنّ كلّ ما ورد في الآيات والأحاديث الشّريفة ، من معطيات الصّمت الإيجابيّة في حياة الإنسان وواقعه ، من قَبيل تعميق الفكر ومنع الإنسان من الوقوع في الخطأ ، وصيانته من كثيرٍ من الذّنوب ، وحفظ وَقاره وشَخصيّته ، وعدم الحاجة إلى الإعتذار المُكَرّر ، وأمثالُ ذلك ، كِلّ هذا لا يعني أن السكوت ، يمكن أن يتخذه الإنسان قاعدةً على الدّوام ، فالسّكوت المَطلق مذمومٌ بدوره ، وخسارةٌ اخرى لا تُعوّض.
والغاية ممّا تقدم ، في مَدح السّكوت والصّمت في الآيات والرّوايات الإسلامية ، هي منع اللّسان عن الثّرثرة وفضول الكلام ، في خط التّربية ومصداق ، أن : «قلْ خيراً وإلّا فاسْكت» ، وإلّا فالسّكوت في كثيرٍ من الامور ، حَرامٌ مَسلّمٌ.
ألم يذكر القرآن الكريم في سورة الرحمن نعمة البيان باعتبارها من أسمى إفتخارات البشر؟
ألا تقام أكثر وأغلب العبادات كالصلاة وتلاوة القرآن الكريم ومراسم الحج والذكر باللسان؟
ولو لا اللسان ، فكيف سيتمكن المؤمن من إقامة فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكيف سيكون دور الإرشاد والتربية والتعليم ، وكيف سيتمكن العلماء والمصلحين من أداء دورهم في عملية هداية الناس وإرشادهم إلى طريق الحق والسعادة؟!
فالمذموم هو الافراط والتفريط والطريق الوسطى هي الجادّة!
وما صدر من إمامنا السجاد عليهالسلام في هذا المضمار هو خير مرشد ودليل في هذا المجال ، حيث سأله شخص عن أيهما الأفضل : الكلام أو السكوت؟ فقال عليهالسلام :
«لِكُلِّ وَاحدٍ مِنْهُما آفاتٌ فَإذا سَلِما مَنَ الآفاتِ فَالكَلامُ أَفْضَلُ مِنَ السُّكُوتِ ، قِيلَ