وبقوا على ذلك حتّى الممات.
ولخالف أيضاً التّجارب اليوميّة ، التي رأينا فيها الكثير من الأشخاص الفاسدين ، غيّروا طريقة حياتهم بسبب التّعليم والتربية ، وإستمروا يسيرون في خطّ الهداية والصّلاح حتى الممات.
وخُلاصة القول : أنّه وفي نفس الوقت الذي تختلف فيه سَجايا النّاس ، لا يوجد أحد مجبور على الرّذائل والأخلاق السّيئة ، وكذلك الحال بالنسبة للأخلاق الحسنة ، فذَوُوا السّجايا الطيّبة إذا ما إتّبعوا هواهم ، سيسقطون إلى الحضيض ، وذَووا السّجايا الخبيثة ، قادرون على بناء أنفسهم وذاتهم ، من موقع التّهذيب والتزكية ، والوصول إلى أعلى درجات الكمال الرّوحي.
ويجب التّنويه إلى أنّ بعض الأفراد الفاسدين والمفسدين ، ولأجل توجيه أعمالهم المخالفة للطريق السّليم ، يتذرّعون بحججٍ واهيةٍ من هذا القبيل ؛ وأنّ الله تعالى قد جَبَلنا على ذلك الخُلق السّيء. وإن شاء أن يُغيّرنا لفعل؟! ....
وعلى كلّ حال ، فإن الإعتقاد بعدم إمكانيّة تغيير الأخلاق ، ليس له نتيجةٌ إلّا الوقوع في وادي الإعتقاد بالَجبر ، ورفض ما دعا إليه الأنبياء ، والقول بأنّ سعي علماء الأخلاق وأطّباء النفس في إصلاح النفوس ، هو سعيٌ غير مثمر ، ويترتب على ذلك بالتّالي فساد المجتمعات البشرية.
٦ ـ المَسار التّأريخي لِعلم الأخلاق
نختم البحث أعلاه ، بشرح مقتضب للمسار التأريخي لعلم الأخلاق :
فمما لا شك فيه أنّ الأبحاث الأخلاقية ، ولدت مع أوّل قدم وضعها الإنسان على الأرض ، لأن النّبي آدم عليهالسلام لمُ يعلّم أبناءه الأخلاق فقط ، بل إنّ البّاري تعالى ، عند ما خلقه وأسكنه الجنّة ، أفهمه المسائل الأخلاقيّة والأوامر والنّواهي ، في دائرة السّلوك الأخلاقي مع الآخرين.
واتخذ سائر الأنبياء عليهمالسلام طريق تهذيب النّفوس والأخلاق ، والتي تكمَن فيها سعادة