النّتيجة :
نستنتج ممّا ذُكر آنفاً : أنّ العِبادة لَها دورها الفاعل ، والعميق في تَهذيب الأخلاق ، ويمكن تَلخيص هذا المعنى في عدّة نقاط :
١ ـ إنّ التوجه لِلمبدأ ، والإحساس بحضور الله تعالى ، مع الإنسان في كلّ وقتٍ ومكانٍ ، يدفع الإنسان نحوَ المزيد من مُراقبة أعماله وحركاته وسكناته ، ويُساعده على السّيطرة على ميوله الذّاتية ، وأهوائه النفسيّة ، لأنّ العالم محضر الله ، والمعصية في حال الحضور ، تمثّل الإنحراف عن خطّ الحقّ ، وبالتّالي فهي عين الوقوع في لُجّة الكُفران للنعمة.
٢ ـ إنّ التّوجه لصفات جَلاله وجَماله ، التي وردت في العبادات والأدعية ، يثير في نفس الإنسان حالةً من لُزوم الإقتباس ، من تلك الأنوار القُدسيّة ، ويعيشها في واقعه الرّوحي ، ليسير في طريق التّكامل الأخلاقي.
٣ ـ التّوجه للمَعاد والمحكمة الإلهيّة العظيمة في يوم القيامة ، يمثّل أداةً فاعلةً لتطهير وتزكيّة النّفس ، خوفاً من العقاب والحِساب في غدٍ.
٤ ـ العِبادة والدّعاء ، تضفي على الإنسان هالاتٍ من النّور لا توصف ، فلا تستطيع معها ظُلمات الرّذيلة أن تقف أمامها ، فيحسّ الإنسان بالقُرب الإلهي ، وصفاء الضّمير بعد كلّ عبادةٍ ، شريطَة أن تكونَ مقرونةً بحضور القلب.
٥ ـ إنّ مضامين العبادات والأدعية ، غنيٌّ جدّاً بالتّعاليم والآداب الأخلاقيّة ، فهي ترسمُ الطّريق لِلسالك نحو الله تعالى ، وهي في الحقيقة دروسٌ قيّمةٌ ، توصل الإنسان السّالك لِهدفه السّامي ، من أقصر طريقٍ ، وبدونِ العبادة والمُناجاة ، وخاصّةً في حالات الخَلوة مع الله ، تعالى ولا سيّما في وقت السّحر ، فسوف لن يصل الإنسان إلى غايته المنشودة.
تأثير العبادة في صقل الرّوح في الرّوايات الإسلاميّة :
لهذه المسألة ، صَداً وَاسعاً في الرّوايات الإسلاميّة ، ونشير إلى بعضٍ منها ، تاركين التّفاصيل