٧ ـ ونختم هذا البحث الواسع ، بحديثٍ عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، أنّه قال : «دَوامُ العِبادَةِ بُرهانُ الظَّفَرِ بِالسَّعادَةِ» (١).
ومن أراد التّفصيل أكثر فليراجع : «وسائل الشّيعة» ، الأبواب الاولى من العِبادات ، وكذلك ما ورد في : «بحار الأنوار».
نعم فإنّ كلّ من يطلب السّعادة ، عليه أن يتحرك بإتّجاه توثيق العلاقة مع الله تعالى ، من موقع الدّعاء والعبادة.
النّتيجة :
نستنتج من هذه الرّوايات الشّريفة التي أوردناها ، والاخرى التي أَعْرضنا عنها لِلإختصار ، أنّ علاقة العبادة بصفاء الرّوح ، وتهذيب النّفوس ، وتفعيل القيم الأخلاقيّة في واقع الإنسان ، علاقةٌ طرديّةٌ ، وكلّما تحرّك الإنسان في عبادته ، من موقع الإخلاص لله تعالى ، كان أثرها في نفسه أقوى وأشدّ.
وهذا الأمر محسوس جدّاً ، فالمخلص الذي يؤدي عبادته بحضور قلبٍ ، فإنّه يحسُ بالنّور والصفاء في قلبه ، والميل إلى الخير والنّزوع عن الشّر ، ويجد في روحه العبوديّة والخشوع والخضوع الحقيقي ، بإتجاه خالقه وبارئه.
وهذا الأخير في الحقيقة هو العامل المشترك بين جميع العبادات ، وإن كان لكلّ منها تأثير خاص على النفس ، فالصّلاة تنهى عن الفَحشاء والمنكر ، والصّيام يقوّي الإرادة وينشط العقل ، لِيْسيطر على جميع نوازع النّفس ، والحج يمنح الإنسان بُعداً معنوياً ، يجعله بعيداً عن زخارف الدّنيا وزبرجها ، والزّكاة تقمع البخل في واقع النّفس ، وتقضي على أشكال الطّمع والحرص على الدنيا.
وذِكر الله يَهدىء الرّوح ، ويمنحها الطّمأنينة والرّاحة ، وكلّ ذكرٍ من الأذكار ، تتجلّى فيه
__________________
١ ـ غُرر الحِكم ، الرقم ٤١٤٧.