ذكر الله ، كالصّلاة والمحبّة بين النّاس ، أمرٌ ضروري وحياتي للإنسان في واقعه النّفسي ، والحِرمان منه ، يعتبر خَسارةً كُبرى لا تُعوّض.
بالإضافة إلى أنّه يستفاد من جوِّ الآية ، وجود علاقةٍ بين : «الغفلة عن ذِكر الله ، والصّلاة» ، و «ظهور العداوة والشّحناء والمفاسد الأخلاقيّة الاخرى» ، وهذا هو بيت القصيد ، وما نُريد التّوصل إليه.
وفي «الآية العاشرة» : والأخيرة ، أشارةٌ إلى رجالٍ ، أحاطهم الله تعالى بأنوارِ قُدسه ، في بيوتٍ ليس فيها إلّا ذِكرُه وتَسبيحُه والتّقديسُ له ، وهي الآية : (٣٦ و ٣٧) من سورة النّور ، فقالت : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ ، * رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ ...).
وبناءً عليه ، فإنّ أوّل خُصوصيات الرّجال الإلهيين : هو المُداومة على ذِكر الله في أي وقتٍ وفي كلّ مكانٍ ، حيث لا تغرّهم الدّنيا ، بغرورها وزخارفها وملاهيها الجميلة الخدّاعة ، وهو أسمى إفتخار يعيشونه في واقعهم.
ثم تذكر الآية ، خصوصيّات اخرى ، لهؤلاء المؤمنين في دائرة السّلوك الدّيني ، من قبيل إقامة الصّلاة وإيتاء الزّكاة.
النّتيجة :
نستنتج ممّا ذُكر آنفاً من الآيات الكريمة ، والآيات الاخرى التي لم نذكرها تجنّباً لِلأطالة ، أن ذكر الله تعالى يورث الإنسان إطمئنان القَلب ، ويَنهى عن الفحشاء والمنكر ، ويزّود النّفس بالقُدرة والقُوّة الّلازمة ، في مقابل التّحديات الصّعبة لِلعدو الدّاخلي والخارجي ، ويميت الرّذائل الأخلاقيّة في قلب الإنسان ، كالحِرص والبُخل وحبّ الدنيا ، الذي هو رأس كلّ خطيئةٍ.
فلا ينبغي للسّائر في خطّ التّقوى والإيمان ، أن يغفل عن هذا السّلاح الفعّال ، فهو الدّرع