الحصين لكلّ من يريد أن يتحرّك ، على مستوى تهذيب النّفس وتربية عناصر الفضيلة فيها ، وهو السدّ المنيع للمؤمنين ، مقابل قوى الشّر والانحراف ، وسلاحهم الذي يمدّهم بالقوّة والعزيمة ، في مقابل الأعداء ، والأخطار التي تحدق بهم في هذه الدنيا ، المليئة بالوُحوش الضّارية الكاسرة ، التي لا تعرف الرّحمة والشّفقة ، وليكن ذِكرُهم للهِ كَذِكرهم لأنفسهم ، بل أشدّ وأقوى.
علاقة ذِكر الله ، بِتهذيب النّفوس في الأحاديث الإسلاميّة :
إنّ إستعراض الكلام ، عن أهميّة ذِكر الله في الأحاديث الإسلاميّة ، لا يتّسع له هذا الُمختصر ، وما نَبتغيه في هذا المجال ، هو أنّ ذكرَ الله ، يعدّ من العوامِلَ المهمّة في تهذيب النّفوس وتشذيب الأخلاق وبناء الرّوح ، وقد أغنتنا الرّوايات في هذا المجال ، وما وَرد عن المعصومين الأربعة عشر ، إلى ما شاء الله ، ولكنّنا نختار منها ما يلي :
١ ـ نقرأ في حديثٍ عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، أنّه قال : «مَن عَمَّرَ قَلْبَهُ بِدَوامِ الذِّكرِ حَسُنَتْ أَفْعالُهُ في السِّرِّ وَالجَهْرِ» (١).
فقد بيّن الحديث الشّريف ، هذه العلاقة والرّابطة بوضوحٍ تامٍّ.
٢ ـ نقرأ في حديثٍ آخر عن الإمام عليهالسلام نفسه ، حيث قال : «مُداومَةُ الذِّكرِ قُوتُ الأَرواحِ وَمِفْتاحُ الصَّلاحِ» (٢).
٣ ـ وعنه عليهالسلام أيضاً ، قال : «أصلُ صلاحِ القَلبِ إِشتِغالُهُ بِذِكْرِ اللهِ» (٣).
٤ ـ وأيضاً في حديث آخر عنه عليهالسلام ، قال : «ذِكرُ الله دَواءُ أَعلالِ النُّفُوسِ» (٤).
٥ ـ وعنه عليهالسلام ، قال : «ذِكرُ اللهِ رَأسُ مالِ مُؤمِنٍ ، وَرِبْحُهُ السَّلامَةُ مِنَ الشَّيطانِ» (٥).
__________________
١ ـ تصنيف دُرر الحِكم ، ص ١٨٩ ، الرقم ٣٦٥٨.
٢ ـ المصدر السّابق ، الرقم ٣٦٦١.
٣ ـ المصدر السّابق ، ص ١١٨ ، الرقم ٣٦٠٨.
٤ ـ المصدر السّابق ، ص ١٨٨ ، الرقم ٣٦١٩.
٥ ـ المصدر السّابق ، الرقم ٣٦٢١.