١٣
القُدوات في خطّ الإستقامة
إشارة :
كلّ إنسانٍ يسعى للسّير قُدُماً ، تبعاً للُاسوة التي يتأسّى بها ، ليواكب معها ويعيش في رحابها ، وفي آفاقها الواسعةٌ ولتنعكس صفاتها في نفسه وذاته.
وبعبارةٍ اخرى ، فإنّه يوجد في قلب كلّ إنسان ، مكانٌ فارغٌ لا يشغله إلّا الأبطال والقُدوات والمُثل ، ولهذا السّبب فإنّ الامم البشريّةً تفتخر بأبطالها الحقيقييّن أو تخترع لنفسها أبطالاً من افق خيالها ، بحيث تُشكل قسماً من ثقافة الامم والشّعوب ، وأنساقاً تحتيّةً تبني عليها تأريخها ، فتفتخر ببطولاتهم وتشيد بهم في معطياتهم ، وتسعى دائماً لِلاقتداء بهم في صفاتهم وبطولاتهم.
علاوةً على أنّ (المحاكاة) ، هي أصلٌ مُسَلّم به ، من الاصول النّفسية في واقع الإنسان وحركته في الحياة ، وطبقاً لهذا الأصل والأساس ، فإنّ الإنسان يسعى ليصبغ نفسه بصِبغة الآخرين ، ويحاكيهم على مستوى الممارسة والسّلوك ، (خُصوصاً) الأبطال ، وينجذب لأعمالهم وصفاتهم التي تمثل قيماً مطلقة في وعيه وثقافته.
وهذا التّأثير والتّأثر والجذب والإنجذاب ، بالنّسبة إلى الأفراد الذين يؤمنون بالقُدوة والرّمز أقوى وأَشد.