وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ»).
فهذا الرّباط المعنوي ، يتّخذ من الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ، وإقام الصّلاة وإِيتاء الزّكاة ، وطاعة الله ورسوله ، أساساً ودَعامةً في صياغة السّلوك ، حيث يعين الفرد ، على إستلهام الأخلاق الحَسنة والأعمال النّافعة ، من الآخرين ، فيكون كلّ واحدٍ منهم اسوةً للآخر ، ومن أراد الإلتحاق بهذه الجماعة ، عليه أن يكون مُشابهاً لها في دائرة الفكر والسّلوك ، دون الجماعات المنحرفة الضّالة المضلّة ، التي يجب عليه البَراءة منها والإبتعاد عنها.
وفي الحقيقة ، فإنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الذي يُعدّ عاملاً مُساعداً وفَعّالاً ، في عمليّة تهذيب وتربية النّفوس ، يدعوهم إلى الإلتزام بالإنضباط الدّيني والأخلاقي ، من موقع النّصيحة والتّواصي بالحقّ.
«الآية السّابعة» : فرّقت بين المؤمنين والكافرين ، على مستوى السّلوك في واقع الحياة ، فالمؤمنون يتّخذون من صفات جَماله وجَلاله ، اسوةً لهم في مسيرتهم المعنويّة والأخلاقيّة ، والكافرون اسوتهم الطّاغوت ، حيث تكون أعمالهم وصفاتهم إنعكاس لأِعمال وَصفات الطّاغوت ، فقالت : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ).
فالخروج من الظّلمات إلى النّور ، يعتبر نتيجةً وثمرةً لِلإيمان بالله تعالى وولايته ، والخروج من النّور إلى الظّلمات ، هو من معطيات الطّاغوت وولايته.
والنّور والظّلمة هنا ، لهما مفهومٌ واسعٌ جِدّاً ، بحيث يستوعبان ، جميع الفضائل والقبائح والحسنات والسّيئات.
نَعم ، فإنّ الشّخص الذي يعيش في أجواء المَلكوت ، وفي ظلّ ولاية «الله» ، فإنّه سيبدأ رِحلته وهِجرته ، من الرّذائل إلى الفضائل ومن القبائح إلى الجَمال الرّوحي ، ومن السّيئات إلى الحسنات ، لأنّ صِفات جَماله وجَلاله ، هي اسوته الحقّة في رحلته المعنويّة.