ومن الطّبيعي فإنّ إتّباع الإمام علي عليهالسلام وأوصياءه ، جاريةٌ ومستمرةٌ إلى يومِ القيامة ، للإهتداء بِهَديِهِم ، والإقتداء بفعالهم وأخلاقهم في حركة الحياة.
النّتيجة :
يُستفاد ممّا ذكر آنفاً ، من الآيات التي إستعرضت مسألة «التّولّي والتّبرّي» ، أنّ مسألة الوُصول إلى مرتبة القُرب من الذّات المقدّسة ، وتولّي أولياءه من عباده الصّالحين ، والتّبرّي من الظّالمين والغاوين ، وفي كلمةٍ واحدةٍ : «الحُبُّ في اللهِ وَالبُغْضُ في اللهِ» ، تعدّ من أهمِّ المسائل والمفاهيم ، في دائرة التّعليمات القُرآنية ، ولها دورها الكبير وأثرها العميق ، في مُجمل المسائل الأخلاقيّة ، في حركة الإنسان المعنويّة.
وهذا الأساس القرآني والمفهوم الإسلامي ، له دورُه المُباشر في جميع المَسائل الحياتيّة ، إن على المستوى الفَردي أو الاجتماعي ، الدنيوي أو الاخروي ، لا سِيّما في المسائل الأخلاقيّة والسّلوك الأخلاقي لِلأفراد ، في تعاملهم وتَفاعلهم مع الآخرين ، في حركة الحَياة والُمجتمع.
فهذه المفردة العقائديّة ، في دائرة المفاهيم الإسلاميّة ، بإمكانها أن تبني نفوس المؤمنين على إتّباع الصّالحين والطّاهرين ، وإتخاذهم اسوة حسنة ، خُصوصاً الرّسول الأكرم صلىاللهعليهوآله وأهل بيته عليهمالسلام ، في كلّ خطوةٍ يخطوها الإنسان المُؤمن في خطّ الإيمان ، وبذلك تكون من العوامل المهمّة ، للوصول إلى الهدف الحقيقي من وراء خلقة الإنسان ، ألا وَهِيَ تهذيب النّفوس وتربية الفَضائل الأخلاقية في واقع النّفس البشريّة.
التولّي والتبرّي في الرّوايات الإسلاميّة :
وَردت أحاديثٌ مستفيضةٌ في هذا الصّدد ، سواء عن طريق أهلِ السُّنة أو الشّيعة ، وطَرحت موضوع التبرّي والتولّي بقوّةٍ ، وأكّدت عليه بصورةٍ شديدةٍ ، قلّما نَجِدُ لها نظيراً ، بالنّسبة إلى المواضيع الاخرى.