والروح وتثبيت النقطه المقابلة لها وهي حالة (حبّ الخير للآخرين) فيعيش الإنسان في أجواء النور والصفاء والمعنويات الإنسانية.
علماء الأخلاق يوصون الشخص الجبان بأن يتحرّك لإزالة هذه الرذيلة الأخلاقية من نفسه من موقع التواجد في ميدان الخطر ليكتسب بذلك حالة الشجاعة ويحمّل نفسه هذه الصفه الإيجابية حتّى ترتفع من نفسه حالة الخوف والجُبن وتكون الشجاعة بصفة عادة وحالة في نفسه وبالتالي تكون ملكة.
فكذلك الحسود يجب عليه الاستفادة لعلاج هذه الحالة من ضدّها ، فكلّ حالة معينة تُعالَج بضدّها.
وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله قوله «اذَا حَسَدْتَ فَلَا تَبْغِ» (١).
وفي حديث آخر عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : «انَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَسْتَعْمِلُ حَسَدَهُ» (٢).
ومن جملة الامور المؤثرة كثيراً في علاج الحسد هو أن يرضى العبد برضى الله تعالى ويسلّم لمشيئته ويقنع من حياته بما أنعم الله عليه ، فقد ورد في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين عليهالسلام قوله «مَنْ رَضِىَ بِحَالِهِ لَمْ يَعْتَوِرَهُ الْحَسَد» (٣).
٧ ـ النُصح وحبّ الخير للآخرين
النقطة المقابلة للحسد هي (النصح وحبّ الخير للآخرين) بمعنى أنّ الإنسان ليس فقط لا يحبّ زوال النعمة من الآخر بل يطلب بقائها وزيادته عليه وعلى جميع الناس الأخيار والصالحين ، أو بتعبير آخر : إنّ ما يحبّه لنفسه ويطلبه لذاته من السعادة والخير المعنوي والمادي يريده ويحبّه للآخرين ، وهذه الصفة والحالة النفسية تعد من الفضائل الأخلاقية
__________________
١ ـ تحف العقول ، ص ٥٠.
٢ ـ بحار الأنوار ، ج ٥٥ ، ص ٣٢٣ ، ح ١٢ ؛ الكافي ، ج ٨ ، ص ١٠٨.
٣ ـ تصنيف غرر الحكم ، ص ٣٠٠ ، ح ٦٨٠٨.