الحسنات كما ورد في الحديث عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال «غَرُورُ الْامَلِ يُفْسِدُ الْعَمَلَ» (١).
٥ ـ إن الغرور يمنع من التفكّر في عواقب الامور كما ورد عن أمير المؤمنين عليهالسلام قوله «لَمْ يُفَكِّرْ فِي عَوَاقِبِ الْامُورِ مَنْ وَثِقَ بِزُورِ الْغُرُورِ» (٢).
٦ ـ انّ الغرور غالباً ما يتسبّب في الندم وذلك لأن الإنسان المغرور لا يستطيع التقييم الصحيح للحوادث بالنسبة له وللآخرين وسيقع في محاسباته الفردية والاجتماعية في الخطأ والاشتباه ، وهذا الأمر يُفضي به إلى الندم ، وفي هذا المجال يقول أمير المؤمنين عليهالسلام : «الدنيا حلم والاغترار بها ندمٌ» (٣).
٧ ـ ويمكن القول في جملة واحدة : إن الأشخاص الّذين يعيشون حالة الغرور هُم في الواقع فقراء ومساكين في الدنيا والآخرة كما ورد في الحديث الشريف عن الإمام الصادق عليهالسلام «الْمَغْرُورُ فِي الدُّنْيَا مِسْكِينٌ وفِي الْآخِرَةِ ، مَغْبُونٌ لِانَّهُ بَاعَ الْافْضلَ بِالْادْنَى» (٤).
٥ ـ طرق علاج الغرور
بما أنّ الغرور ينشأ غالباً من الجهل وعدم المعرفة بالنفس وعدم تقييم الذات بشكل صحيح فإنّ أوّل خطوة لعلاج هذا المرض الأخلاقي هو معرفة النفس ومعرفة الله تعالى وكذلك معرفة الاستعدادات والقابليات لدى الأشخاص الآخرين.
إذا رجع الإنسان في ذكرياته إلى مرحلة الطفولة وجد نفسه عاجزاً عن كلّ شيء ، وإذا تفكّر الإنسان في المراحل المتقدّمة من عمره وجد نفسه عاجزاً أيضاً عن عمل أيّ شيء ، وإذا تفكّر فيما لديه من القدرة والمال والثروة والشباب والجمال ، لوجد انّ جميع هذه الامور
__________________
١ ـ غرر الحكم ، ح ٦٣٩٠.
٢ ـ غرر الحكم ، ح ٧٥٦٦.
٣ ـ غرر الحكم ، ح ١٣٨٤.
٤ ـ ميزان الحكمة ، ج ٣ ، ص ٢٢٣٧ (مادّة غرور).