٤ ـ طول الأمل والعُسر في الحياة
ومن البديهي انه كلّما امتدت آمال الإنسان وقويت جذورها في واقع النفس فإنّها تتطلّب موارد ومقدّمات أكثر ، وكذلك تدعو صاحبها للإقتصاد أكثر في الأموال والثروات لغرض التوصل إلى تحقيق تلك الآمال والتمنيات ، ونتيجة هذين الأمرين هي أن يعيش الإنسان في ضنكٍ من العيش وتعب من زحمة العمل وصعوبة المشكلات الّتي يواجهها هو وعائلته حيث يجد نفسه مضطراً إلى العمل ليل نهار وبدون توقف. وفي ذلك وردت أحاديث عن أمير المؤمنين تقول : «مَنْ كَثُرَ مُنَاهُ كَثُرَ عَنَائُهُ».
وقال أيضاً : «مَنِ اسْتَعَانَ بِالْامَانِيِّ افْلَسَ». (حتّى لو عاش حياة الأغنياء في كثرة المال والثروة).
وقال أيضاً : «الرَّغْبَةُ مِفْتَاحُ النَّصَبِ» (١).
٥ ـ طول الأمل والذلّة في الحياة
إنّ الأشخاص الّذين يعيشون الآمال الطويلة مضافاً إلى كدحهم وتعبهم الدائم فإنّهم يعيشون في شخصيّتهم الإنسانية الشعور بالذلّة والحقارة حيث يضطرون إلى سحق حيثيّتهم لغرض التوصل إلى هدفهم الموهوم والخيالي ويذعنون ويخضعون أمام كلّ أحد ويمدّوا أيديهم لأيّ شخص كما ورد في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين عليهالسلام : «ذُلُّ الرِّجَالِ فِي خَيْبَةِ الْامَالِ» (٢).
٦ ـ الحرمان من النعم والمواهب
وكما تقدّمت الإشارة إليه في الأشخاص المتورطون في دوّامة الأمل ومستنقع التمنيات فإنّهم يجدون أنفسهم مضطرون إلى الاقتصاد والتقتير على أنفسهم في الحياة وعدم الإستفادة من المواهب الكثيرة والنعم الوفيرة الّتي لديهم كلّ ذلك من أجل تحقيق تلك الآمال البعيدة ، ولهذا السبب فإنّهم يقترون ويقتصدون في كلّ شيء حتّى على أنفسهم
__________________
١ ـ تصنيف الغرر ، ص ٣١٤.
٢ ـ غرر الحكم ، ج ٢ ، ص ٤٠٥.