لِلْمَوْتِ ذِكْراً» (١).
والطريق الآخر للتصدي لطول الأمل وتضعيفه في واقع النفس هو مطالعة الآثار السلبية المترتبة عليه.
أجل فالإلتفات إلى هذه الحقيقة ، وهي أنّ طول الأمل يُعد مصدراً للكثير من الذنوب والرذائل الأخلاقية ، ومن الأسباب المهمة لقساوة القلب ونسيان الآخرة ، وأن يعيش الإنسان حياة التعب والذلّة والحرمان من النعم والمواهب الإلهية ، وتسدل على بصيرته وعقله حجاباً سميكاً لا يدعه يرى الحقيقة من موقع الوضوح في الرؤية ، كلّ ذلك يتسبب في أن يتحرّك الإنسان على مستوى التفكير الجدي في علاج هذه الحالة السلبية قبل أن يدمّر سيل الأمل بيت سعادته وبذلك يقوم بتحديد آماله وتهذيب تمنياته ليعود إلى صف العقلاء والسعداء الّذين يعيشون الأمل بشكل معقول ومنطقي.
ويقول أمير المؤمنين عليهالسلام في ذلك : «حَاصِلُ الْمُنَى الْاسَفُ وَثَمَرَتُهُ التَّلَفُ» (٢).
أي تلف إمكانات الإنسان وعمره الثمين.
ويقول عليهالسلام في حديث آخر : «احْذَرُوا الْامَانِيَّ فَانَّهَا مَنَايَا مُحَقَّقَةٌ» (٣).
وهنا نقطتان :
الاولى : إن الطلب المادي يتحرّك في اسلوبه العلاجي للأمراض الجسمية والنفسية من موقع ايجاد البديل ، أي انه يستبدل رغبات الإنسان الّتي تقوده إلى المرض برغبات اخرَى أقوى منها تجره إلى ساحل السلامة والصحّة ، مثلاً الشخص الّذي يعيش الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الدسمة والسكريات بحيث تسبب له أمراض مختلفة ، فيوصى بتناول مقدار كبير من الفاكهة والخضروات ، أو الأشخاص المدمنين على المواد المخدّرة فإنّ الأطباء يوصونهم باستبدال هذه العادة بعادات اخرى سليمة.
__________________
١ ـ تصنيف غرر الحكم ، ص ٣١٢.
٢ ـ تصنيف غرر الحكم ، ص ٣١٤.
٣ ـ المصدر السابق.