وأن يسلك بالتالي في خطّ السعادة والإنصاف ويسلك المنهج العقلاني في التفكير والمعتقد.
وأحد الامور الاخرى في طريق علاج هذه الرذائل الأخلاقية هو تغيير شكلها ومحتواها ، بمعنى أنّ الإنسان يقوم بعملية استبدال الدوافع السلبية بدوافع اخرى ايجابية.
مثلاً : الشخص الّذي يعيش التعصّب الشديد بالنسبة إلى الامور غير المنطقية أو الخرافية ، فبدلاً من أن يسعى إلى قتل الدافع لهذا التعصب في نفسه يقوم بتحويله إلى الجهة الإيجابية فيتعصب للُامور الحقّة.
وهذا هو ما قرأناه في الخطبة القاصعة للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام حيث يقول : «فإنّ كان لا بدّ من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الخصال ومحامد الأفعال ومحاسن الامور» (١).
وإذا كان المفروض على الإنسان أن يتعصب لشيء في علاقاته وتفاعله مع الآخرين فالأفضل أن يكون تعصبه للقيم الأخلاقية والمثل الإنسانية.
٦ ـ التسليم مقابل الحقّ
النقطة المقابلة للتعصّب واللجاجة والتقليد الأعمى هو التسليم مقابل الحقّ الّذي يُعد من الفضائل المهمة الأخلاقية ، أيّ أنّ الإنسان يقبل بالحقّ من أيّ شخص كان حتّى لو رآه أبعد الناس وأصغرهم فيسلّم له.
وهذه الفضيلة الأخلاقية هي السبب في التقدّم العلمي والتطور الحضاري للبشرية وتورث الإنسان الحصانة من الوقوع في الضلالة وسلوك طريق الباطل.
ولا يتحلّى بهذه الصفة الأخلاقية الحميدة إلّا أهل الإيمان والصالحون من الناس والّذين يبتعدون عن الافراط في حبّ الذات والتعلقات القومية الذميمة ويجتنبون الميول الذاتية في دائرة الفضيلة والمعتقد.
إن التسليم مقابل الحقّ هو من علامات الإيمان ، وسلامة الفكر والروح ، وارتفاع
__________________
١ ـ نهج البلاغة ، الخطبة ١٩٢.