٣ ـ (الجهل وقلّة المعرفة) حيث تسبب للإنسان غالباً الخوف الموهوم ، كما نرى في خوف الإنسان من الأشخاص أو الحيوانات الّتي لا يعرفها على وجه الدقة ولكن عند ما تتضح له الصورة ويتعرف عليها تذوب حالة الخوف في نفسه تدريجياً.
٤ ـ (طلب الراحة والعافية) يُعد أحد الأسباب للخوف المذموم ، لأن الشجاعة تتطلب الخوض في دوّامة المشكلات واللاملائمات لكي يتسنّى للإنسان أن يخرج منها منتصراً ، وهذا المعنى لا يتلائم ولا ينسجم مع مزاج من يطلب الراحة والعافية.
٥ ـ إن دروس الحوادث المُرة والمؤلمة قد يتسبّب غالباً في أن يعيش بعض الناس حالة الخوف والرعب ، لأن هذه الحوادث المرة تترسخ في أذهانهم وتمتزج بالخوف الّذي قد يستمر بالإنسان إلى آخر حياته ولا يمكنه التخلّص منه إلّا ببعض العلاجات النفسية.
٦ ـ إن الإفراط في سلوك طريق الحذر من شأنه أن يورث الخوف أيضاً أو هو عامل من عوامل ايجاد الخوف في النفس ، لأن مثل هذا الإنسان يتوقى كلّ ما يحتمل فيه الخطر ، وهذا يؤدي به إلى أن يعيش حالة التردد والخوف من الإقدام.
٧ ـ وممّا لا ينبغي إنكاره أنّ الحالة الروحية والمزاجية والبدنية للأفراد أيضاً مؤثرة في بروز هذه الحالة السلبية ، فترى بعض الأشخاص وبسبب ابتلائهم بضعف الأعصاب أو ضعف القلب يخافون من كلّ شيء ، في حين يشعرون في نفس الوقت بالتنفر من هذه الحالة والامتعاض لوجودها في واقعهم ولكنهم لا يستطيعون التخلّص منها.
هؤلاء يقولون : أنّ الخوف المتسرب في أعماقنا ليس باختيارنا بل نجده مفروض علينا ، ولكن الصحيح أنّ هذه الحالة قابلة للعلاج أيضاً.
٤ ـ طرق العلاج والوقاية
إن أحد الطرق الأصلية لعلاج هذه الرذيلة الأخلاقية ، كما في سائر الرذائل الاخرى ، أن يتفكر الإنسان من جهة في آثارها السلبية وعواقبها الوخيمة على المستوى الفردي والاجتماعي للإنسان ، فعند ما يطالع الشخص الجبان والّذي يعيش حالة الخوف والرعب