عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ)(١).
أجل ، إن هؤلاء كانوا قد غرقوا في وحول الخطيئة وتلوثوا بأدران الإثم إلى درجة أنّهم كانوا يعتبرون أنّ الطهر والنقاء من الإثم والذنب اثماً وخطيئة بحد ذاته ، ولهذا كانوا يرون إنزال العقوبة على الأبرياء والطاهرين من الناس بتهمة الطهر وعدم التلوث بالمعاصي ويحكمون عليهم بالنفي إلى مناطق بعيدة ويخرجوهم من بيوتهم ولكن العذاب الإلهي كان لهم بالمرصاد ، وقد حلّ بهم قبل أن يطبقوا أحكامهم المزرية على لوط وأهله.
إن القسم المهم من هذه الآيات وضمن بيان العاقبة المخزية لاتباع الأهواء والشهوات بالمعنى والمفهوم العام والخاصّ يشير إلى أنّ هذا العمل الشنيع يعد منبعاً للكثير من الذنوب والممارسات الخاطئة الّتي تورث الفرد والمجتمع الانحطاط والسقوط الأخلاقي والاجتماعي وتذُم وتُشنع على من يمارسون هذه الخطيئة.
اتباع الشهوات في الروايات الإسلامية :
لقد أولت الأحاديث والروايات الإسلامية هذه المسألة اهتماماً كبيراً حيث نجد أنّ الكثير من المصادر الروائية تشير إلى عواقب هذا الفعل الشنيع وتحذر الناس من افرازات مثل هذه الممارسات الخطرة على الصعيد الدنيوي والاخروي بحيث يجد القاريء نفسه متأثراً بشدة من عمق مدلول هذه الروايات الشريفة ، فهي تقرر أنّ التلوث بالشهوات سواءً بمفهومها العام أو الخاص يعد من الموانع الأساسية الّتي تصد الإنسان عن سلوك طريق السعادة والكمال ، وكذلك من الأسباب المهمة لاشاعة الفحشاء والمنكر في المجتمعات البشرية ، وفيما يلي نستعرض بعض هذه الروايات والأحاديث الشريفة :
١ ـ ورد عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «مَا تَحْتَ ظِلِّ السَّماءِ مِن الَه يُعبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ
__________________
١ ـ سورة الأعراف ، الآية ٨٣ و ٨٤.