نعم هكذا هو مصير من ابتلي بوسوسة الشيطان وسار في خطّه.
٢ ـ فساد العقل
إن اتباع الشهوات والأهواء النفسانية يُلقي على عقل الإنسان وفكره حجاباً قائماً يمنعه من التمييز بين الحقّ والباطل ، وأكثر من ذلك حيث يقلب الحقّ في نظره إلى باطل ويجعل الباطل حقّاً ، وقد قرأنا في الروايات السابقة قوله عليهالسلام «طَاعَةُ الهَوى تُفْسِدُ الْعَقلَ» (١) ولهذا السبب فإنّ الكثير من طلاب الشهوة واتباع الهوى بعد ما يرتكبون الممارسات القبيحة وتهدأ في باطنهم سورة الشهوة وتخمد نار الهوى فإنّهم يعيشون حالة الندم الشديد على ما صدر منهم وأحياناً يتعجبون من أنفسهم على الحماقة الّتي ارتكبوها.
وفي هذا الصدد نقرأ قول أمير المؤمنين عليهالسلام «اذا ابْصَرَتِ الْعَينُ الشَّهْوَةَ عَمِىَ الْقَلْبُ عَنْ العَاقِبَةِ» (٢).
٣ ـ تحقير شخصية الإنسان الاجتماعية
إن طلب الإنسان على اللّذة من شأنه أن يهدم شخصية الإنسان ويحطم كيانه ومكانته الاجتماعية ويسوقه إلى هاوية الذلّة والمسكنة ، لأن مثل هذا الإنسان يسعى في تحقيق رغبته وارضاء شهوته إلى تحطيم الاطر الاجتماعية والثقافية السائدة في المجتمع ويرتكب الحماقات الّتي تفضي إلى أن يكون مهاناً وحقيراً في أنظار الناس ، ومن البديهي أنّ الإنسان الّذي يعيش احترام الذات والمروءة فإنه يشعر بنفسه على مفترق طرق عند اشتداد النوازع والشهوات ، فأما أن يرضخ لمتطلبات الشهوة ويذعن لتحديات الهوى ، أو يحتفظ باحترامه لذاته وكيانه الاجتماعي بين الناس ، ومن العسير غالباً الجمع بين هذين الاتجاهين.
وفي حديث ورد عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : «زيَادَةُ الشَّهْوَةِ تُزري بِالْمُرُوَّةِ» (٣).
__________________
١ ـ شرح غرر الحكم ، ح ٥٩٨٣.
٢ ـ شرح غرر الحكم ، ح ٤٠٦٣.
٣ ـ شرح غرر الحكم ، ح ٥٥٠٧.