٤ ـ اسر النفس
وأحد النتائج الوخيمة لاتباع الشهوات والأهواء هو أنّ الإنسان يقع اسيراً لنوازع النفس ومقيداً بقيود الشهوة ، فالإنسان الشهواني نجده يرزح تحت اغلال الشهوات إلى درجة أنّ الابتعاد عنها وكسر هذه القيود يضحى بالنسبة له أمراً قد يصل إلى درجة المحال أحياناً ، والمثال الواضح على هذه الحقيقة هو ما نراه من الحياة التعيسة والذليلة للمدمنين على المواد المخدرة ، فإنّهم في ظاهر الحال أحرار ، ولكنهم في الواقع أسرى العادة والادمان الناشيء من أتباعهم لدواعي الشهوه فيعيشون حالة الأسر ويرزحون تحت قيود المواد المخدرة بحيث تمنعهم من أي حركة إيجابية ونافعة لأنفسهم ومجتمعهم وتطوقهم بأطواق حديدية تمنعهم عن أي انفلات ونجاة من هذا السجن المظلم ، وخاصة إذا كان الهوى لدى الإنسان بمثابة أنواع من العشق الجنسي والشهوة الرخيصة للجنس الآخر ، فحينئذٍ يصل الإنسان في عبودية الشهوة إلى الحدّ الأقصى.
يقول أمير المؤمنين عليهالسلام في هذا الصدد : «عَبْدُ الشَّهْوَةِ اسيرٌ لا يَنَفَّكُ اسْرُهُ» (١).
وفي حديث آخر يقول هذا الإمام عليهالسلام : «وَكَمْ مِنْ عَقْل اسيرٌ تَحتَ هَوى أميرٍ» (٢).
وأيضاً ورد في حديث آخر أنّه قال : «الشَّهَوَاتُ تَستَرِقُ الْجَهُولُ» (٣).
٥ ـ الفضيحة والعار
الفضيحة الاجتماعية هي أحد نتائج وافرازات الشهوة والرضوخ تحت مطاليبها الرخيصة ، وتاريخ البشرية مفعم بنماذج من حياة الشخصيات الممتازة والّتي لها رصيد اجتماعي وافر ولكنهم وقعوا تحت تحديات الشهوة ومطاليب الهوى فافضى بهم الحال إلى الفضيحة والعار.
وقد ورد في هذا الصدد الكثير من النصوص الدينية والأدبية في تراثنا الإسلامي
__________________
١ ـ غرر الحكم ، ح ٦٣٠٠.
٢ ـ نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، ح ٢١١.
٣ ـ غرر الحكم ، ح ٩٢٢.