للآخرين حقّاً عليه بل يتوقع من الآخرين أن يحترمونه ويعترفون بعظمته ويذعنون لأوامره ومطاليبه.
وهذا النوع من التكبّر له نماذج كثيرة في حياتنا الإجتماعية فلا حاجة للإطالة في شرحه وبيان مصاديقه وموارده ، وقد يمتد هذا النوع من التكبّر ويصل إلى درجة في أعماق النفس إلى التكبّر في مقابل الأنبياء ثمّ التكبّر أمام الله تعالى.
أجل فإنّ نار التكبّر والغرور تنشأ من التكبّر في مقابل عباد الله عادة ثمّ يتدرج الإنسان ويتمادى في هذه الحالة حتّى يتكبّر أمام دعوة الأنبياء ويرفض إطاعتهم وبالتالي يصل به الأمر إلى التكبّر أمام الله تعالى.
٤ ـ دوافع التكبّر
للتكبّر أسباب ودوافع كثيرة تعود كلّها إلى أنّ الإنسان يتصور لنفسه كمالاً معيناً ، وبسبب حبّه لذاته فإنه يرى نفسه أكبر من واقعها ويحتقر الآخرين كذلك.
بعض علماء الأخلاق مثل المرحوم (الفيض الكاشاني) في كتابه المحجّة البيضاء يذكرون في مسألة دوافع الكِبر وأسبابه سبعة أسباب :
الأوّل : الأسباب الدينية من العلم والعمل ، والاخرى الأسباب الدنيوية من النسب والجمال والقوّة والثروة وكثرة الأعوان والأصحاب ، ثمّ ذكر الفيض الكاشاني لكلّ واحدة من هذه الأسباب شرحاً وافياً نذكره بشكل مختصر ، حيث يقول :
الأوّل : العلم ، وما اسرع الكبر إلى العلماء ولذلك قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «آفة العلم الخيلاء» فلا يلبث أن يتعزّز بعزّ العلم ، ويستشعر في نفسه جمال العلم وكماله ويستعظم نفسه ويستحقر الناس وينظر إليهم نظره إلى البهائم ويتوقع أن يبدؤوه بالسلام.
العلم الحقيقي هو الّذي يعرف الإنسان به نفسه وربّه وخطر الخاتمة وحجة الله على العلماء وعظم خطر العلم فيه ، كما سيأتي في طريق معالجة الكبر بالعلم وهذه العلوم تزيد خوفاً وتواضعاً وتخشعاً ويقتضي أن يرى أنّ كلّ الناس خير منه لعظم حجة الله تعالى عليه