٦ ـ وفي تعبير آخر عن هذا الإمام عليهالسلام يقول «السَّخاءُ يَمْحَصُ الذُّنُوبَ وَيَجْلُبُ مَحَبَّةَ الْقُلُوبِ» (١).
وهذا التعبير يدلّ على أنّ السخاء كفّارة للكثير من الذنوب.
٧ ـ ويقول مولى الموحدين الإمام علي عليهالسلام في بيانه للتأثير العميق للسخاء في جذب قلوب الناس ومحبتهم «مَا اسْتَجْلَبَتِ المَحَبَّةُ بِمِثلِ السَّخاءِ وَالرِّفْقِ وَحُسْنُ الخُلْقِ» (٢).
٨ ـ ويقول رسول الله صلىاللهعليهوآله في هذا الصدد «السَّخيُّ قَريبٌ مِنَ اللهِ قَريبٌ مِنَ النّاسِ قَريبٌ مِنَ الجَنَّةِ» (٣).
٩ ـ وفي حديث آخر عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «شَابٌّ سَخيٌّ مَرْهَقٌ في الذُّنُوبِ احَبُّ الَى اللهِ عَزّ وَجلّ مِنْ شَيخٍ عَابدٍ بَخيلٍ» (٤).
ومن المعلوم أنّ «السخاء» هو يتسبب في الامدادات الإلهية للإنسان وبالتالي فإنه يفضي إلى انقاذ ذلك الشاب الملوث بالذنوب من واقعه المزري ، ولكنَّ ذلك الشيخ العابد والبخيل يغرق في الذنوب بسبب بخله.
١٠ ـ ونختم هذا البحث بحديثٍ شريف عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله حيث يقول «تَجَافُوا عَنْ ذَنْبِ السَّخي فَانَّ اللهَ آخِذٌ بِيَدِهِ كُلَّما عَثُرَ» (٥).
ومن مجموع الأحاديث الشريفة المذكورة آنفاً تتبين الأهمية الكبيرة للسخاء في كلمات المعصومين عليهمالسلام حيث رأينا أنّ هذه الفضيلة تتميز من بين سائر الفضائل الأخلاقية على مستوى الأهمية والفضيلة.
__________________
١ ـ غرر الحكم ، ح ١٧٣٨.
٢ ـ غرر الحكم ، ح ٩٥٦١.
٣ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٠ ، ص ٣٠٨.
٤ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٠ ، ص ٣٠٧.
٥ ـ كنز العمال ، ج ٦ ، ص ٣٩٢ ، ح ١٦٢١٢.