معطيات السخاء :
إنّ الآفاق والمعطيات الإيجابية للسخاء ثابتة بالتجربة في حياة الإنسان الفردية والاجتماعية ، وقد مرّت الإشارة إليها في الأحاديث الإسلامية أيضاً ، وهي معطيات كثيرة منها :
١ ـ ما يستفاد من الروايات المتعددة والتجارب الكثيرة ان السخاء يولد المحبّة في قلب الصديق والعدو وبالتالي فإنه يزيد من كثرة الأصدقاء ويقلل من عدد الأعداء.
٢ ـ إنّ «السخاء» يعد ستاراً على عيوب الشخص وبالتالي يحفظ ماء وجهه وحيثيته في أنظار الناس والمجتمع.
٣ ـ إن السخاء في الوقت الّذي هو ثمرة من ثمار شجرة العقل فإنه يزيد من عقل الإنسان أيضاً ، فالعقل يقول : انه لا معنى لأن يتعب الإنسان في جمع الأموال وتكديسها وبالتالي تركها للورثة بدون أن يستفيد منها في تحصيل الثواب وكسب الوجاهة بين الناس ، ومن جهة اخرى فإنّ «السخاء» بإمكانه أن يجمع العلماء حول هذا الإنسان السخي وبالتالي يمكنه الاستفادة من أفكارهم وعقولهم وعلومهم.
٤ ـ إن «السخاء» يتسبب في تقليل الفاصلة بين طبقات المجتمع وبذلك يعمل على إزالة حالات التوتر النفسي المتولدة من حالات الصراع الطبقي أو يقلل من حدثها وتأثيرها ، ويطفىء نار الحقد على الأثرياء في قلوب المحرومين ويقلل من حس الانتقام لديهم ، وبذلك يعمل على توطيد عنصر المحبّة والمودّة بين أفراد المجتمع.
٥ ـ إن «السخاء» يؤدي إلى زيادة أنصار الإنسان السخي ويحفظ له وجاهته وسمعته في المجتمع ، ويدفع عنه شرَّ الأعداء والمغرورين ، فلذلك يقول أمير المؤمنين عليهالسلام «الْجُودُ حَارِسُ الَاعْرَاضِ» (١).
٦ ـ إن الجود و«السخاء» لهما من الآثار والمعطيات المعنوية الكبيرة جدّاً ، ولهذا السبب فإنّها من صفات الأنبياء بالخصوص كما قرأنا في الروايات السابقة ، والسخاء شعاعٌ لنور
__________________
١ ـ غرر الحكم ، ح ٣٣٣.