الاضرار بشخصية الإنسان ووجاهته وحيثيته ووجاهة من يلوذ به أيضاً.
يجب أن يكون «السخاء» في الأموال الحلال لا في الأموال الّتي يحصل عليها الإنسان من الطريق الحرام والظلم والعدوان مثل سخاء الكثير من السلاطين والملوك الجبابرة وامراء الجور.
وكذلك لا ينبغي أن يكون «السخاء» في الأموال المتعلقة ببيت المال ، لأن أموال بيت المال ينبغي فيها الدقّة في الحساب ورعاية العدالة فيها.
طرق تحصيل ملكة السخاء :
إن هذه الفضيلة الاجتماعية كسائر الفضائل الاخرى تحصل في نفس الإنسان بالتعليم والتربية والتفكر والممارسة العملية.
إذا توجه الإنسان والتفت إلى هذه الحقيقة ، وهي أنّ هذه الأموال والثروات أمانة إلهية بيده ولا دوام لها ، فهذا العلم يدفع الإنسان إلى البذل والعطاء ويحسب ذلك وكأنه يضع هذه الأموال في صندوق أمين يحفظها ليوم الحاجة والفاقة ، وكذلك التأمل في آثار وبركات السخاء ومعطياته المهمة في واقع الإنسان وحياته فإنّ ذلك يمكنه أن يكون مؤثراً في تحريك عامل الشوق بالبذل والسخاء.
إن مطالعة تاريخ حياة الكرماء والبخلاء وسيرتهم والمقارنة بين هاتين الطائفتين من الاحترام الكبير والشخصية النافذة لدى الناس بالنسبة إلى الطائفة الاولى ، والذلّة والحقارة والدناءة وسوء السمعة الّتي تحدق بالطائفة الثانية ، كلّ ذلك من شأنه أن يورث الإنسان «السخاء» في دائرة السلوك الأخلاقي.
هذه الامور هي من البعد النظري للمسألة ، اما من حيث البعد العملي فإنّ الإنسان كلّما مارس هذا العمل أكثر وتمرّن عليه في واقعه الاجتماعي فان هذه الفضيلة سوف تتعمق في نفسه حتّى تحصل له ملكة الجود والسخاء ، لأن تكرار الأعمال الكريمة والتحرّك من موقع البذل والعطاء في التعامل مع الناس حتّى لو كان ذلك شاقاً على النفس فإنّه سيكون