١٩
العجلة والتسرع
تلويح :
إن لكلّ عمل مقدّمات بحيث إذا لم تتوفر هذه المقدمات فالاقدام عليه يكون بغير طائل وبلا نتيجة مثمرة ، وإذا توفرت هذه المقدمات ولم يقدم الشخص عليه وأفلتت الفرصة من بين يديه فالنتيجة تكون كذلك ، فالشخص المدير والمدبر هو الّذي ينتظر ويصبر إلى أن تحين اللحظة المناسبة وتترتب المقدمات ثمّ يقدم على العمل لتحصيل النتيجة المرجوة ولا يتكاسل أو يهمل الموضوع حتّى تفلت منه الفرصة ، ولهذا ورد في معنى العجلة والتسرع ، أنّ هذه الحالة من الصفات الرذيلة حيث يقدم الإنسان على عملٍ بدون توفر المقدمات المطلوبة وبدون أن تتهيأ الأرضية اللازمة لذلك ، وفي مقابل هذه الحالة ورد «الصبر والتأني» الّذي يعد من الفضائل الأخلاقية ودليلاً على عقل الرجل وحركته «وبالطبع فإنّ الصبر له أقسام اخرى سنشير إليها في الفصول اللاحقة».
إن الخسارة العظيمة الّتي تلحق بالأفراد والمجتمعات من جهة العجلة والتسرع أكثر من أن تحصى ، والقرآن الكريم يوصي الناس من موقع صياغة برنامج جامع للحياة بالصبر والتأني والاجتناب من «العجلة والتسرع» مستعيناً بذلك بقصص من سيرة الأنبياء والقادة المصلحين للمجتمعات البشرية السالفة ليبين من خلال هذه القصص والوقائع اضرار