٩ ـ وجاء عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : «العَجَلَةُ مَذمُومَةٌ فِي كُلِّ أمْرٍ الّا فِي مَا يَدفَعُ الشَّرَّ» (١).
١٠ ـ ونختم هذا البحث بحديثٍ شريف عميق المغزى عن الإمام علي عليهالسلام أنّه قال : «مَنْ اسْتَطَاعَ ان يَمْنَعَ نَفْسَهُ مِن أَرَبَعَةٍ أَشياءٍ فَهُوْ خَليقٌ بِانْ لا يَنْزِلَ بِهِ مَكرُوهٌ ابَداً. قِيلَ وَمَا هِي؟
قَالَ : الْعَجَلَةُ وَاللِّجاجَةُ وَالعُجْبُ وَالتَّواني» (٢).
وقد رأينا في هذه الأحاديث الشريفة أنّ التأني هو عطية إلهية وموهبة ربانية للإنسان بينما «العجلة» هي صفة شيطانية تدفع بالإنسان إلى طريق الخسران والزيغ في حركة الحياة وتضيع عليه الفرص الثمينة ، وتكثر اشتباهاته ، وتكون عاقبته إلى الندم والهلكة ، في حين أنّ النقطة المقابلة لها ، أي التأني والصبر والتدبر يقود الإنسان إلى الفلاح والسعادة والاستفادة الكبيرة من الفرص الثمينة في حياته الدنيوية.
ملاحظات مهمة :
١ ـ مفهوم العجلة والتسرع
إن العجلة بما هي صفة ذميمة في سلوك الإنسان تظهر باشكال مختلفة ، بمعنى أنّ الإنسان وقبل أن يوفر مقدمات العمل يُقدم على تحصيل النتيجة ، وهذا العمل لا يترتب عليه سوى الفشل أو يثمر ثمرة ناقصة.
وهذا كما لو أنّ الإنسان قطف الثمرة قبل نضجها فإنه يحرم نفسه من طيب هذه الثمرة أو تكون ذات فائدة قليلة ، أو أنّه يقوم بنثر البذور على الأرض قبل أن يحرثها فتكون النتيجة تلف البذور أو قلّة المحصول الزراعي ، ويقول أمير المؤمنين عليهالسلام في هذا الصدد : «وَمُجْتَنِي
__________________
١ ـ غرر الحكم ، ح ١٩٥٠.
٢ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٥ ، ص ٤٣.