٣ ـ الندامة
الثالث من الآثار السيئة للعجلة هي الندم كما مرّت الإشارة إليه في الأحاديث السابقة ، فما أكثر الأشخاص الّذين استعجلوا في تحصيل النتيجة قبل أن تتوفر المقدمات وقبل أن تتهيأ الأرضية لذلك ، فكانت النتيجة هي اتلاف طاقاتهم وامكاناتهم وعدم تحصيل مقصودهم الحقيقي ، في حين أنّهم لو مكثوا وصبروا قليلاً فسوف لا يتورطون في ما وصلوا إليه ، وما أكثر الأشخاص الّذين اتجهوا من موقع العجلة في طريق خاص وإذا بهم يرون الخسارة تحيط بهم من كلّ جانب وعندها أدركوا خطأ هذا الطريق بعد فوات الأوان فاصبحوا يتحسرون على ما صدر منهم ويقولون يا ليتنا لم نسلك هذا الطريق.
وفي ذلك يقول أمير المؤمنين عليهالسلام : «فَكَمْ مِن مُستَعجِلٍ بِما ان ادرَكَهُ وَدَّ انَّهُ لَمْ يُدرِكْهُ» (١).
٤ ـ الحزن والغم
الرابع من العواقب السلبية للعجلة في الأعمال هو أن يعيش الإنسان امواج الحزن والهم ، لأن الفشل في حركة الحياة الاجتماعية المترتب على العجلة والتسرع تكلف الإنسان غالياً في كثير من الأوقات وتجعل الإنسان يعيش دائماً القلق والاضطراب والحزن.
وقد ورد هذا المعنى في إحدى الكلمات القصار لأمير المؤمنين عليهالسلام حيث قال «العَجَلُ قَبْلَ الإمكانِ يُوجِبُ الغُصّةَ» (٢).
٥ ـ زيادة الخطأ
إن من الآثار السيئة الاخرى للعجلة والتسرع هو كثرة ما يقع فيه الإنسان من الخطأ والاشتباه بسبب ذلك ، لأن التخطيط الصحيح يحتاج إلى كثير من التأمل والتدبر والدقّة ، وهذا المعنى يتقاطع مع العجلة والتسرع ، ولذا نرى الأشخاص الّذين تستولي عليهم حالة العجلة في تصرفاتهم وسلوكياتهم فإنّهم يبتلون عادة بأخطار كثيرة سواءً على مستوى تشخيص الهدف أو على مستوى المنهج والطريق للوصول إليه.
__________________
١ ـ نهج البلاغة ، الخطبة ١٥٠.
٢ ـ غرر الحكم ، ح ١٣٣٣.