وكما يقول بعض المفسّرين المعروفين أنّ موسى عليهالسلام لو صبر أكثر لكان يتعلم من الخضر عليهالسلام آلاف الأسرار والمعارف الموجودة في عالم التكوين والخلقة.
وعلى هذا فإنّ الصبر يعد أحد مفاتيح العلوم والمعارف.
ويمكن أن يتساءل البعض : ألم يكن الأنبياء أعلم الناس في زمانهم؟ فكيف طلب موسى من الله تعالى أن يتعلم بعض العلوم من الخضر وحتّى انه فارقه بعد ذلك ولم يتعلم منه سوى بعض الامور والأسرار القليلة؟
والجواب على هذا السؤال واضح ، وهو أنّ كلّ نبي يجب أن يكون أعلم الناس بالنسبة إلى دائرة مهمته ووظيفته في تحمل مسؤولية الدعوة إلى الله وهداية الناس إلى الحقّ ، وهكذا كان موسى أعلم الناس بنظام الشريعة والدين ، ولكنَّ مسؤولية الخضر ودائرة علومه ترتبط بعالم التكوين وعمله وهو كعمل الملائكة «المدبرات أمراً» المأمورين بتدبير عالم الوجود ، ولهذا فإنّ الأعمال الّتي صدرت من الخضر قد لا تكون مطابقة لموازين الشرع في الظاهر حتّى أنّ موسى عليهالسلام اعترض عليه في ذلك ، ولكن عند ما شرح الخضر عليهالسلام الأسرار الكامنة في أعماله قبل موسى عليهالسلام منه ورضى بذلك.
وأساساً فإنّ القوانين الحاكمة على عالم التكوين رغم أنّها تصب في نتيجة واحدة مع قوانين عالم التشريع إلّا آنها منفصلة عنها في الظاهر ، ولهذا السبب فإنّ صداقة موسى والخضر عليهماالسلام لم تدم طويلاً.
ومن الممكن أنّ أن يكون لبعض الأنبياء وكذلك الأئمّة إحاطة بأسرار عالم التكوين أيضاً «كما يستفاد ذلك من الروايات بالنسبة إلى نبي الإسلام والأئمّة المعصومين عليهمالسلام» ولكن هذا الأمر لا لزوم له في توكيد مرتبة النبوة للأنبياء وكذلك مرتبة الإمامة للأئمّة لأن ذلك يعد مجرد فضيلة لا شرطاً للرسالة والإمامة.
«الآية الخامسة» تتحدّث عن أحد أنبياء بني إسرائيل الّذي ورد اسمه في التفاسير والتواريخ انه «اشموئيل» لكي يعين لهم رئيساً وقائداً للجيش ليحاربوا معه جالوت ، فاختار