ويستحب أن يعتبر ويتفكر [١] في أن ما سعى واجتهد في تحصيله وتحسينه كيف صار أذية عليه ، ويلاحظ قدرة الله تعالى في رفع هذه الأذية عنه وإراحته منها.
وأما المكروهات : فهي استقبال الشمس والقمر [٢]
______________________________________________________
[١] ففي المرسل : « ثمَّ يقول له الملك : يا ابن آدم هذا رزقك ، فانظر من أين أخذته ، وإلى ما صار » (١). ونحوه ما في رواية أبي أسامة (٢) وغيره.
[٢] كما هو المشهور. لرواية السكوني : « نهى رسول الله (ص) : أن يستقبل الرجل الشمس والقمر بفرجه وهو يبول » (٣). ونحوه ما في حديث الكاهلي (٤) ، وحديث المناهي (٥). وموضوعها الاستقبال بالفرج ، لا بالبول كما في المتن. وهي وإن كان ظاهرها التحريم ، إلا أن إعراض المشهور عنه مانع عن العمل به. نعم تصلح سنداً للكراهة ، بناء على قاعدة التسامح. اللهم إلا أن يتأمل في قدح مثل هذا الاعراض ، لاحتمال كون مستنده بناءهم على قرينية خلو جملة من النصوص عنه مع اشتمالها على غيره من المكروهات إجماعاً. فالعمدة في الحمل على الكراهة ينبغي أن يكون هو ذلك ، ولا سيما مع عموم الابتلاء به ، وكون سياقه مساق الأدب. فتأمل. ومنه يظهر ضعف ما عن ظاهر المفيد والصدوق من القول بالحرمة.
__________________
(١) الوسائل باب : ١٨ من أبواب أحكام الخلوة حديث : ١.
(٢) الوسائل باب : ١٨ من أبواب أحكام الخلوة حديث : ٥.
(٣) الوسائل باب : ٢٥ من أبواب أحكام الخلوة حديث : ١.
(٤) الوسائل باب : ٢٥ من أبواب أحكام الخلوة حديث : ٢.
(٥) الوسائل باب : ٢٥ من أبواب أحكام الخلوة حديث : ٤.