من رؤوس الأصابع [١].
______________________________________________________
وعاصم في رواية حفص ـ إذ على الأول يكون عطفاً على لفظ : ( رؤسكم ) وعلى الثاني على المحل ( ودعوى ) : أنه على الثاني معطوف على ( وُجُوهَكُمْ ) وكذا على الجر ، بجعل الجر للمجاورة ، كقولهم : جحر ضب خرب ( مدفوعة ) بأن ذلك من غرائب الاستعمال ، فلا يحمل عليه الكلام ، لا سيما كلام الله تعالى ، ولا سيما إذا كان وارداً مورد الاعجاز.
[١] بلا خلاف كما اعترف به غير واحد ، بل حكى في مفتاح الكرامة الإجماع عليه عن الخلاف ، والانتصار ، والغنية ، والسرائر ، والمنتهى ، والتذكرة ، وغيرها ، وهذا هو العمدة فيه. أما النصوص البيانية فقد عرفت الإشكال في استفادة الوجوب منها ، وكذا حديث المعراج. وأما صحيح البزنطي (١) المتضمن للمسح بتمام الكف من أطراف الأصابع إلى الكعبين ، فهو محمول عندهم على الاستحباب. والتفكيك بين العرض والطول ـ فيحمل الأول على الاستحباب والثاني على الوجوب ـ خلاف المرتكز العرفي. وأما صحيح زرارة وبكير : « وإذا مسحت بشيء من رأسك أو بشيء من قدميك ما بين كعبيك إلى أطراف الأصابع ، فقد أجزأك » (٢). فدلالته لا تخلو من خفاء ، لأنها تتوقف على زيادة الباء ، وكون الموصول بدلا من مدخولها تحديداً له ، إذ لو كانت للإلصاق لأفادت المعنى المتقدم الملازم للبعضية ، فلا يدل على الاستيعاب الطولي ، وإن جعل الموصول بدلا من الشيء ، فضلا عما لو كان بدلا من القدمين.
وأما الآية الشريفة فالإشكال في دلالتها أظهر ، من جهة عطف
__________________
(١) الوسائل باب : ٢٤ من أبواب الوضوء حديث : ٤.
(٢) الوسائل باب : ٢٣ من أبواب الوضوء حديث : ٤.