إما لأنه تعالى أهل للطاعة ـ وهو أعلى الوجوه [١] ـ أو لدخول
______________________________________________________
( ومنها ) كونه موجباً للرفعة عنده والقرب منه. وظاهر بعض رجوعه إلى ما بعده ، فيشكل الاكتفاء به عند من استشكل في الاكتفاء بما بعده. لكنه غير ظاهر ( ومنها ) : كونه موجباً للتفصي عن البعد عنه ( ومنها ) : كونه موجباً لحصول الثواب الأخروي ( ومنها ) : كونه موجباً للأمن من العقاب كذلك. ( ومنها ) : كونه موجباً للثواب الدنيوي ( ومنها ) : كونه موجباً للأمن من العقاب كذلك.
هذا وظاهر غير واحد كون الدواعي المذكورة في عرض قصد الامتثال ، لأنهم ذكروا للقربة المعتبرة في العبادة معاني ، أحدها ، قصد الامتثال ، والباقي الدواعي المذكورة ، فتكون ملحوظة للفاعل دواعي له على فعله ، في قبال قصد الامتثال وفي عرضه. ولكنه في غير محله ، إذ الظاهر أن تلك الدواعي إنما تلحظ في طول قصد الامتثال ودواعي إليه ـ كما ذكر في المتن ـ لأنها إنما تترتب عليه ، ولا تترتب على ذات الفعل. نعم لو ثبت أن من الافعال ما هو عبادة بذاته أمكن أن تكون الأمور المذكورة دواعي إليه من دون توسط قصد الامتثال. لكن المحقق في محله هو العدم.
ثمَّ إن هناك دواعي أخر ذكرها بعض الأصحاب ، ويمكن تصور غيرها مما لم يذكر ، وتختلف داعويتها باختلاف النفوس في رغباتها وملاذها فتدبر. ثمَّ إن تسمية الدواعي المذكورة في كلماتهم بالغايات لا تخلو من مسامحة في بعضها ، حيث أنه لا يترتب على الفعل العبادي ، وإنما هو عنوان فيه مرغب إليه. فتأمل جيداً.
[١] لخلوه عن الطمع في ما يرجع نفعه إليه ، كما حكي عن أمير المؤمنين