وكذا المقارن وإن كان الأحوط فيه الإعادة [١]. وأما السمعة فإن كانت داعية على العمل ، أو كانت جزءاً من الداعي ، بطل ، وإلا فلا ، كما في الرياء [٢] ، فاذا كان الداعي له على العمل هو القربة ، إلا أنه يفرح إذا اطلع عليه الناس ، من غير أن يكون داخلا في قصده ، لا يكون باطلا [٣] ، لكن ينبغي
______________________________________________________
فالظاهر أن المراد من الفساد فيه مجرد عدم القبول ، لا عدم الصحة ، فإن القسم الأول مجرد ارتكاب السيئات ، والقسم الثاني محله مما لا يقبل الصحة والفساد. مضافاً إلى خبر يونس بن عمار عن أبي عبد الله (ع) : « قيل له وأنا حاضر : الرجل يكون في صلاته خالياً فيدخله العجب. فقال (ع) : إذا كان أول صلاته بنية يريد بها ربه فلا يضره ما دخله بعد ذلك فليمض في صلاته وليخسأ الشيطان » (١). ومنه يظهر الحال في العجب المقارن.
[١] لما في الجواهر عن بعض مشايخه من الإفساد فيه ، ولذا خصه بالاحتياط.
[٢] لعموم بعض أخبار الرياء لها بالتنصيص عليها في بعضها ، كرواية ابن القداح « واعملوا لله في غير رياء ولا سمعة ، فإنه من عمل لغير الله وكله الله الى عمله يوم القيامة » (٢) ، وبعضها بالتعليل وبعضها بإلغاء خصوصية الرؤية ، لأنها ملحوظة طريقاً كالسماع في السمعة ، فتمام موضوع الحكم كون الداعي إلى العمل جهة الناس قبال جهته تعالى ، وعليه فيجري عليها حكم الرياء تكليفاً ووضعاً.
[٣] ففي مصحح زرارة عن أبي جعفر (ع) : « عن الرجل يعمل
__________________
(١) الوسائل باب : ٢٤ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ٣.
(٢) الوسائل باب : ١١ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ١٠.