نعم الظاهر أن الغيم الرقيق أو الريح اليسير ، على وجه يستند التجفيف إلى الشمس وإشراقها ، لا يضر [١]. وفي كفاية إشراقها على المرآة مع وقوع عكسه على الأرض إشكال [٢].
( مسألة ١ ) : كما تطهِّر ظاهر الأرض كذلك باطنها [٣] المتصل بالظاهر النجس ، باشراقها عليه ، وجفافه بذلك ،
______________________________________________________
فهو وإن كان ظاهراً في مطهرية التجفيف المشترك بينهما وبين الشمس ، لكن ظاهره تعين الاشتراك ، ولا يقول به المدعي ، وكما يمكن حمله على ما يوافق الدعوى ، يمكن حمله على أن ذكر الريح كان جرياً على الغالب ، الذي عرفت أنه غير المدعى. وعن الشيخ في المبسوط وموضع من الخلاف الطهارة بتجفيف الريح كالشمس. ولا وجه له ـ ظاهراً ـ إلا إطلاق موثق عمار ، وروايتي ابن جعفر المتقدمة في البواري. وقد عرفت إشكاله ، أو صحيح زرارة وحديد ، بناءً على حمل الواو على معنى ( أو ) ، وهو أيضاً غير ظاهر. ولا سيما وقد ادعى في التحرير الإجماع على خلافه ، وكذا في المنتهى ، في الفرع الأول من الفروع التي ذكرها.
[١] للغلبة ، كما تقدم.
[٢] ينشأ من ظهور الإشراق في وقوع نفس الضوء على الأرض ، ومن احتمال أن يراد به ما يعم الانعكاس. لكن لا مجال لرفع اليد عن الظاهر. وكذا الكلام فيما لو كان الحائل زجاجاً.
[٣] كما عن التذكرة ، والمهذب ، وجامع المقاصد ، والمسالك ، والروض ، التصريح به بشرط اتحاد الاسم ، وعن ظاهر البحار الإجماع عليه. وهو الظاهر من روايات عمار ، والحضرمي. وابن بزيع ، بناءً على حملها على المشهور. بل وصحيح زرارة (١) ، فإن الظاهر من قوله (ع) :
__________________
(١) تقدمت هذه الروايات الأربع في الاستدلال على مطهرية الشمس.