التفسير
قال الله تعالى :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (١) وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (٢) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً)(٣)
افتتحت سورة الأحزاب بهذا النداء لسيد الخلق صلىاللهعليهوسلم وبهذا الوصف الكريم ، وهو الوصف بالنبوة ، على سبيل التشريف والتعظيم.
قال صاحب الكشاف : جعل ـ سبحانه ـ نداءه بالنبي والرسول في قوله : (يا أَيُّهَا النَّبِيُ). (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ) وترك نداءه باسمه ، كما قال : يا آدم ، يا موسى ، يا عيسى ، يا داود : كرامة له وتشريفا ، وتنويها بفضله.
فإن قلت : إن لم يوقع اسمه في النداء. فقد أوقعه في الإخبار ، في قوله : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ)؟
قلت : ذلك لتعليم الناس بأنه رسول ، وتلقين لهم أن يسموه بذلك ويدعوه به (١).
والمراد بأمره بتقوى الله : المداومة على ذلك ، والازدياد من هذه التقوى.
أى : واظب ـ أيها النبي الكريم ـ على تقوى الله ، وعلى مراقبته ، وعلى الخوف منه ، وأكثر من ذلك ، فإن تقوى الله ، على رأس الفضائل التي يحبها ـ سبحانه ـ.
__________________
(١) تفسير الكشاف ج ٣ ص ٥١٨.