أى : تحية المؤمنين يوم يلقون الله ـ تعالى في الآخرة ، أو عند قبض أرواحهم ، سلام وأمان لهم من كل ما يفزعهم أو يخيفهم أو يزعجهم ..
(وَأَعَدَّ لَهُمْ) ـ سبحانه ـ يوم القيامة (أَجْراً كَرِيماً) هو الجنة التي فيها مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر.
ثم وجه ـ سبحانه ـ نداء إلى النبي صلىاللهعليهوسلم حدد له فيه وظيفته ، وأمره بتبشير المؤمنين بما يسرهم ، ونهاه عن طاعة الكافرين والمنافقين فقال :
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (٤٥) وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً (٤٦) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ فَضْلاً كَبِيراً (٤٧) وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً)(٤٨)
وقوله : (وَمُبَشِّراً) من التبشير ، وهو الإخبار بالأمر السار لمن لا علم له بهذا الأمر.
وقوله : (وَنَذِيراً) من الإنذار ، وهو الإخبار بالأمر المخيف لكي يجتنب ويحذر.
والمعنى : يا أيها النبي الكريم (إِنَّا أَرْسَلْناكَ) إلى الناس (شاهِداً) أى : شاهدا لمن آمن منهم بالإيمان ، ولمن كفر منهم بالكفر ، بعد أن بلغتهم رسالة ربك تبليغا تاما كاملا.
(وَمُبَشِّراً) أى : ومبشرا المؤمنين منهم برضا الله ـ تعالى ـ.
(وَنَذِيراً) أى : ومنذرا للكافرين بسوء العاقبة ، بسبب إعراضهم عن الحق الذي جئتهم به من عند الخالق ـ عزوجل ـ.
وقدم ـ سبحانه ـ التبشير على الإنذار ، تكريما للمؤمنين المبشرين ، وإشعارا بأن الأصل في رسالته صلىاللهعليهوسلم التبشير ، فقد أرسله الله ـ تعالى ـ رحمة للعالمين.
وقوله : (وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ) أى : وأرسلناك ـ أيضا ـ داعيا للناس إلى عبادة الله ـ تعالى ـ وحده ، وهذه الدعوة لهم منك كائنة بإذنه ـ سبحانه ـ وبأمره وبتيسيره.