بسم الله الرّحمن الرّحيم
مقدمة وتمهيد
١ ـ سورة سبأ هي السورة الرابعة والثلاثون في ترتيب المصحف ، أما في ترتيب النزول فهي السورة السابعة والخمسون ، وكان نزولها بعد سورة لقمان.
٢ ـ وسورة سبأ من السور المكية الخالصة ، وقيل هي مكية إلا الآية السادسة منها وهي قوله ـ تعالى ـ : (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَ).
٣ ـ وعدد آياتها خمس وخمسون آية في المصحف الشامي ، وأربع وخمسون آية في غيره. وسميت بهذا الاسم ، لاشتمالها على قصة أهل سبأ ، وما أصابهم من نقم بسبب عدم شكرهم لنعم الله ـ تعالى ـ عليهم.
٤ ـ وتبدأ سورة سبأ بالثناء على الله ـ تعالى ـ : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ، يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها ، وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ).
ثم تحكى السورة الكريمة جانبا من أقوال الكافرين في تكذيبهم ليوم القيامة ، كما تحكى ـ أيضا ـ بعض أقوالهم الباطلة التي قالوها في شأن النبي صلىاللهعليهوسلم ثم ترد عليهم بما يخرس ألسنتهم.
٥ ـ ثم تنتقل السورة الكريمة إلى الحديث عن جانب من قصة داود وسليمان ـ عليهماالسلام ـ ، فتحكى ما آتاهم الله ـ تعالى ـ إياه من خير وقوة وكيف أنهما قابلا نعم الله ـ تعالى ـ بالشكر والطاعة ، فزادهما ـ سبحانه ـ من فضله وعطائه : (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ).
وكعادة القرآن الكريم في جمعه بين الترغيب والترهيب ، وبين حسن عاقبة الشاكرين ، وسوء عاقبة الجاحدين .. جاءت في أعقاب قصة داود وسليمان ـ عليهماالسلام ـ ، قصة قبيلة سبأ ، وكيف أنهم قابلوا نعم الله الوفيرة بالجحود والإعراض ، فمحقها ـ سبحانه ـ من بين أيديهم ، كما قال ـ تعالى ـ : (ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا ، وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ).