(١٢٠) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٢١) إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) (١٢٢)
وموسى : هو ابن عمران بن يصهر بن ماهيث بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق ، وكانت ولادته في حوالى القرن الثالث عشر ق م.
وهارون : أخو موسى ، قيل كان شقيقا له ، وقيل كان أخا له لأمه ..
والمعنى : لقد أنعمنا على موسى ـ وهارون ـ عليهماالسلام بنعمة النبوة ، وبغيرها من النعم الأخرى.
والتي من بينها أننا نجيناهما وقومهما المؤمنين ، من استعباد فرعون إياهم ، ومن ظلمه لهم.
(وَنَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ) أى : ونصرنا موسى وهارون ومن آمن بهما. فكانوا بسبب هذا النصر الذي منحناهم إياه ، هم الغالبين لأعدائهم ، بعد أن كانوا تحت أسرهم وقهرهم.
(وَآتَيْناهُمَا) بعد كل ذلك (الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ) أى : الكتاب المبين الواضح وهو التوراة.
يقال : استبان الشيء ، إذا ظهر ووضح وضوحا تاما.
(وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) ، أى : وهديناهما وأرشدناهما ـ بفضلنا وإحساننا ـ إلى الطريق الواضح الذي لا عوج فيه.
(وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ. سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ) أى : وأبقينا عليهما في الأمم المتأخرة الثناء الجميل ، والذكر الحسن.
(إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) أى : مثل هذا التكريم نجازي عبادنا المحسنين (إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) أى الذين صدقوا في إيمانهم ، وفي طاعتهم لنا.
ثم ساق ـ سبحانه ـ جانبا من قصة إلياس ـ عليهالسلام ـ وهو أيضا من ذرية إبراهيم وإسحاق ، فقال ـ تعالى ـ :
(وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣) إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ (١٢٤) أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ