الْخالِقِينَ (١٢٥) اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (١٢٦) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٢٧) إِلاَّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (١٢٨) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٢٩) سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (١٣٠) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٣١) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) (١٣٢)
وإلياس ـ عليهالسلام ـ هو ابن فنحاص بن العيزار بن هارون ـ عليهالسلام ـ فهو ينتهى نسبه ـ أيضا ـ إلى إبراهيم وإسحاق.
ويعرف إلياس في كتب الإسرائيليين باسم إيليا وقد أرسله الله ـ تعالى ـ إلى قوم كانوا يعبدون صنما يسمونه بعلا.
ويقال : إن رسالته كانت في عهد «آحاب» أحد ملوك بنى إسرائيل في حوالى القرن العاشر ق م.
والمعنى : (وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) الذين أرسلناهم إلى الناس ليخرجونهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.
وقوله : (إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ) شروع في بيان ما نصح به إلياس قومه ، والظرف مفعول لفعل محذوف ، والتقدير اذكر وقت أن قال لقومه ألا تتقون الله. وتخشون عذابه ونقمته. والاستفهام للحض على تقوى الله ـ تعالى ـ واجتناب ما يغضبه.
ثم أنكر عليهم عبادتهم لغيره ـ سبحانه ـ فقال : (أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ).
والبعل : اسم للصنم الذي كان يعبده قومه ، وهو صنم قيل : سميت باسمه مدينة بعلبك بالشام ، وكان قومه يسكنون فيها ، وقيل : البعل : الرب بلغة اليمن.
أى : قال لهم على سبيل التوبيخ والزجر : أتعبدون صنما لا يضر ولا ينفع وتتركون عبادة أحسن من يقال له خالق ، وهو الله ـ عزوجل ـ الذي خلقكم ورزقكم.
ولفظ الجلالة في قوله : (اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) بدل من (أَحْسَنَ الْخالِقِينَ).