واليقطين : يطلق على كل شجر لا يقوم على ساق ، كالبطيخ والقثاء والقرع وهو مأخوذ من قطن بالمكان إذا أقام به.
وقد قالوا إن المراد بهذه الشجرة ، هي شجرة القرع ، وقيل غير ذلك.
(وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ. فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) أى : وبعد أن تداركته رحمتنا ، وأخرجناه من بطن الحوت ، ورعيناه برعايتنا ، أرسلناه إلى مائة ألف من الناس أو يزيدون على ذلك في نظر الناظر إليهم ، فآمنوا جميعا (فَمَتَّعْناهُمْ) بالحياة (إِلى حِينٍ) انتهاء آجالهم.
قال الإمام ابن كثير : ولا مانع من أن يكون الذين أرسل إليهم أولا ، أمر بالعودة إليهم بعد خروجه من بطن الحوت ، فصدقوه كلهم ، وآمنوا به. وحكى البغوي أنه أرسل إلى أمة أخرى بعد خروجه من الحوت ، كانوا مائة ألف أو يزيدون (١).
هذا ومن العبر التي نأخذها من هذه القصة ، أن رحمة الله ـ تعالى ـ قريب من المحسنين ، وأن العبد إذا تاب توبة صادقة نصوحا ، وفي الوقت الذي تقبل فيه التوبة ، قبل الله ـ تعالى ـ توبته ، وفرج عنه كربه ، وأن التسبيح يكون سببا في رفع البلاء.
وبعد هذه الجولة مع قصص بعض الأنبياء ، أمر الله ـ تعالى ـ رسوله صلىاللهعليهوسلم أن يسأل هؤلاء المشركين ، سؤال توبيخ وتأنيب ، عما قالوه في شأن الملائكة من باطل وزور ، وأن يرد على أكاذيبهم ردا يخرص ألسنتهم فقال ـ تعالى ـ :
(فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (١٤٩) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ (١٥٠) أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (١٥١) وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٥٢) أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ (١٥٣) ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (١٥٤) أَفَلا تَذَكَّرُونَ (١٥٥) أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ (١٥٦) فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٥٧) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ
__________________
(١) تفسير ابن كثير ج ٧ ص ٣٥.