(فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ) أى : فإذا جاء الوقت الذي حدده ـ سبحانه ـ لعذاب أعدائه (قُضِيَ بِالْحَقِ) أى : قضى بين الناس جميعا بالحق ، فينجى ـ سبحانه ـ بقضائه العادل عباده المؤمنين.
(وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ) أى : وخسر ـ عند مجيء أمر الله ، عند القضاء بين خلقه ـ المبطلون ، وهم الذين ماتوا مصرين على كفرهم أو فسوقهم عن أمره.
وكما قال ـ تعالى ـ في آيات أخرى منها قوله ـ تعالى ـ : (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ).
ثم بين ـ سبحانه ـ في أواخر هذه السورة الكريمة ، جانبا آخر من نعمه على عباده ، ووبخ الفاسقين على عدم اعتبارهم بأحوال من سبقهم من الأمم ، وهددهم بأنهم عند مجيء العذاب إليهم لن ينفعهم إيمانهم .. فقال ـ تعالى ـ :
(اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٧٩) وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (٨٠) وَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ (٨١) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨٢) فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٨٣) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ