محل الإيمان ، وأنه القصارى من صفات المدح والتعظيم ، ويرغبك في تحصيله وفي الازدياد منه (١).
ثم ختم ـ سبحانه ـ القصة بقوله : (ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) أى : لقد أضفنا إلى تلك النعم التي أعطيناها لنبينا نوح ـ عليهالسلام ـ أننا أغرقنا أعداءه الذين آذوه ، وأعرضوا عن دعوته.
وتلك سنتنا لا تتخلف ، أننا ننجي المؤمنين ، ونهلك الكافرين.
وجاءت بعد قصة نوح ـ عليهالسلام ـ قصة إبراهيم ـ عليهالسلام ـ وقد حكى الله ـ تعالى ـ ما دار بين إبراهيم وبين قومه ، كما حكى بعض النعم التي أنعمها ـ سبحانه ـ عليه ، بسبب إيمانه وإحسانه ، فقال ـ تعالى ـ :
(وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ (٨٣) إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٤) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما ذا تَعْبُدُونَ (٨٥) أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ (٨٦) فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ (٨٧) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (٨٨) فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ (٨٩) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (٩٠) فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ فَقالَ أَلا تَأْكُلُونَ (٩١) ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ (٩٢) فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ (٩٣) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (٩٤) قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ (٩٥) وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ (٩٦) قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (٩٧) فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ (٩٨) وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ (٩٩) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (١٠٠)
__________________
(١) راجع تفسير ابن كثير ج ٧ ص ١٩.